أمر الرئيس المصري وزارة السياحة والآثار بإنشاء مخزن آثار جديد وآمن، بعد تكرار سرقة القطع الأثرية، وجاء هذا التوجيه عقب إحالة اختفاء لوحة أثرية نادرة من مقبرة “خنتي كا” إلى النيابة العامة للتحقيق، وتعكس هذه الحادثة مشكلة تاريخية في مصر تتعلق بسرقة الآثار، مما دفع السيسي لتعزيز الحماية بتكنولوجيا متقدمة.
وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزارة السياحة والآثار بإنشاء مخزن جديد وضخم للآثار، بمستوى أمني متطور، وذلك في أعقاب تكرار حوادث سرقة القطع الأثرية، وجاء هذا التوجيه خلال متابعة الحوادث الأمنية المتعلقة بالتراث الأثري المصري.
وكشف الإعلامي عمرو أديب خلال برنامجه “الحكاية” أن وزير السياحة والآثار شريف فتحي أوضح أن الرئيس السيسي كلفه بإنشاء هذا المخزن المؤمن خلال لقاء سابق، مع التأكيد على تنفيذه بأعلى المواصفات التقنية والأمنية.
يأتي هذا القرار في سياق الأزمة المتصاعدة التي تهدد التراث المصري، حيث أحالت الوزارة واقعة اختفاء لوحة أثرية نادرة من مقبرة “خنتي كا” في سقارة إلى النيابة العامة للتحقيق.
واللوحة المصنوعة من الحجر الجيري تبلغ أبعادها 40×60 سم، وتضم منحوتات لمشاهد من ثلاثة فصول رئيسية توثق الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة.
وكانت لجنة أثرية برئاسة الدكتور عمرو الطيبي، المشرف على منطقة آثار سقارة، قد شكلت لإجراء جرد محتويات المقبرة التي اكتشفت في خمسينيات القرن الماضي وتستخدم كمخزن منذ ذلك الحين.
وأثارت الحادثة تساؤلات كبيرة، خاصة أن المقبرة كانت مغلقة تماماً ولم تفتح منذ عام 2019، بينما تعود عملية السرقة إلى الفترة بين 2018 و2019.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على المشكلة التاريخية المزمنة لسرقة الآثار في مصر، التي تعددت أشكالها عبر العصور من “السرقات المشروعة” خلال القرنين التاسع عشر والعشرين بموجب قوانين سمحت بتصدير القطع إلى متاحف عالمية، إلى السرقات الحديثة مثل اختفاء 18 قطعة من المتحف المصري خلال أحداث ثورة 2011، وسرقة إسوارة ذهبية في سبتمبر الماضي.
وعلى الرغم من نجاح مصر في استرداد آلاف القطع الأثرية عبر جهود دبلوماسية مكثفة بالتعاون مع منظمة اليونسكو واستناداً إلى الاتفاقيات الدولية، لا تزال الثغرات الأمنية في المخازن والمواقع الأثرية تشكل تحدياً كبيراً.
مما دفع إلى هذا التوجيه الرئاسي الذي يهدف إلى تعزيز الحماية الأمنية للتراث المصري من خلال أحدث التقنيات، في إطار استراتيجية شاملة للحفاظ على هذا الإرث الحضاري الذي يمثل مصدراً اقتصادياً مهماً عبر قطاع السياحة.
مرصد الأزهر يكشف زيف فيديو “حسم” الإرهابي ويحذر من أهدافه الخبيثة
