الحكومة المالية تغلق حدودها مع موريتانيا وتعلق الترحال الرعوي، ما يهدد الأسر الحدودية، ويأتي القرار وسط توتر متزايد وأزمة أمنية مع تصاعد نفوذ الجماعات المتشددة، وتراجع التعاون الإقليمي.
في خطوة أثارت قلقاً إقليمياً ودولياً، أعلنت الحكومة المالية إغلاق حدودها البرية مع موريتانيا وتعليق حركة الترحال الرعوي للمواشي الموريتانية، في قرار وصف بالمفاجئ ويهدد مصادر رزق آلاف الأسر التي تعتمد على الرعي الموسمي بين البلدين.
يأتي القرار في وقت تسيطر فيه جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الموالية لتنظيم القاعدة على الطرق الرئيسية بين باماكو ونواكشوط، ما يعطل حركة التجارة ويؤدي إلى احتجاز شاحنات الوقود.
وترى مصادر مطلعة أن هذه الخطوة تعكس أزمة ثقة متصاعدة بين الجارتين، إذ تتهم مالي موريتانيا بالتقاعس عن منع تسلل الجماعات المسلحة عبر الحدود، وهو ما تنفيه نواكشوط بشدة.
ويشير مراقبون إلى أن الجماعات المتطرفة استغلت هذا الانقسام لتوسيع نفوذها في شمال مالي، مستفيدة من تراجع التنسيق الإقليمي والفراغ الأمني، فيما تواجه القوات المالية صعوبات متزايدة رغم الدعم الروسي، وسط تراجع الثقة بين دول الساحل.
وفي السياق ذاته، أكد ممثل تنسيقية الحركات الوطنية الأزوادية، سيد بن بيلا الفردي، أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مالي تتدهور بوتيرة متسارعة، مشيراً إلى عجز المجلس العسكري بقيادة العقيد أسيمي غويتا عن تحقيق الوعود التي أطلقها منذ توليه الحكم عام 2020.
وأوضح أن غويتا، الذي منح نفسه رتبة جنرال عام 2024، بات يواجه موجة انتقادات واسعة بعد فشل سياساته في مواجهة الإرهاب والانهيار الاقتصادي، في وقت تتصاعد فيه الاتهامات للنظام العسكري بفرض قيود على الحريات السياسية والإعلامية واعتقال المعارضين.
وأكد الفردي أن الجيش المالي، لم ينجح في تقليص نفوذ الجماعات المتشددة، بل شهدت البلاد توسعاً في أعمال العنف التي وصلت إلى أطراف العاصمة باماكو.
وفي ظل تدهور الوضع الإنساني، قررت الحكومة تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية من 27 أكتوبر إلى 9 نوفمبر 2025 بسبب نقص الوقود وتفاقم الأزمة المعيشية.
وختم الفردي بالتحذير من احتمال اندلاع انقلاب جديد في مالي نتيجة الاحتقان الداخلي، معتبراً أن إغلاق الحدود مع موريتانيا محاولة من المجلس العسكري لصرف الأنظار عن فشل سياساته، بينما يدفع الشعب المالي الثمن بين مطرقة الفوضى الأمنية وسندان القرارات الحكومية.
الرئيس الموريتاني يزور ليبيا ويلتقي المنفي والدبيبة
