10 أكتوبر 2024

تفاقمت الفجوة بين دول الساحل الإفريقي (مالي، بوركينا فاسو، النيجر) وساحل العاج، المتهمة من قبل هذه الدول بخدمة المصالح الفرنسية “الاستعمارية”، بعد تقلص نفوذ باريس في المنطقة.

وجاء طلب ساحل العاج للمنظمة الدولية للفرانكوفونية بفتح حوار مع الدول الثلاث، التي تم تعليق عضويتها، ليثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية وراء هذا التحرك.

ورغم تقديم هذه المبادرة على أنها دعوة لتعزيز المصالحة في المنطقة، يرى محللون أنها قد تخفي أهدافاً استراتيجية أوسع لخدمة مصالح فرنسا في الساحل الإفريقي، التي تواجه معارضة متزايدة من دول الساحل التي قادت تحركات لطرد القوات العسكرية الفرنسية من أراضيها.

وأكد المحلل السياسي، آلان كوني، أن أبيدجان تظل حليفاً رئيسياً لباريس في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه المبادرة قد تكون وسيلة لتعزيز النفوذ الفرنسي في المنطقة بعد تراجع علاقات فرنسا مع الدول الثلاث.

وأوضح كوني أن ساحل العاج، تحت قيادة الرئيس الحسن واتارا، شكلت ركيزة للاستراتيجية الفرنسية في غرب إفريقيا، وتعزز هذا الدور بعدما تبنت عدة دول في المنطقة موقفاً معادياً لباريس.

وفي يوليو الماضي، زادت التوترات بعد اتهام رئيس بوركينا فاسو، النقيب إبراهيم تراوري، علناً لأبيدجان بإيواء “مركز عمليات” يهدف إلى زعزعة استقرار بلاده، وهو ما تعزز بنشر فيديو يظهر اعتقال ضابط صف من قوات ساحل العاج بالقرب من الحدود، ما أكدت بوركينا فاسو أنه يكشف تورط ساحل العاج وفرنسا في محاولات زعزعة الاستقرار.

وقوبلت التحركات الدبلوماسية الأخيرة لساحل العاج، وخاصة الدعوة للحوار مع الدول الثلاث المستبعدة من المنظمة الدولية للفرانكوفونية، بالشكوك من قبل الصحافة الإفريقية والخبراء السياسيين في المنطقة، حيث أكد كوني أن هذه الدعوة ليست بريئة، وأنها قد تكون محاولة لعودة نفوذ فرنسا من خلال أدوات جديدة.

وأعربت الصحف المؤيدة للحكومة في مالي عن ارتيابها تجاه “اليد الممدودة” من ساحل العاج، معتبرة أن الرئيس الحسن واتارا يتبع سياسة موالية لأوروبا، ويسعى لخدمة المصالح الاستراتيجية لباريس والغرب.

وذكرت هذه الصحف أن الدعوة للحوار ليست سوى مناورة للحفاظ على السيطرة الفرنسية على مستعمراتها السابقة، التي تحاول تعزيز علاقاتها مع شركاء آخرين مثل روسيا والصين.

وفي هذا السياق، يحذر محللون من أن تدخلات فرنسا عبر وسطاء، مثل نظام واتارا في ساحل العاج، قد تهدد استقرار المنطقة وتعمق الانقسامات بين دول الساحل والدول المتحالفة مع القوى الاستعمارية السابقة.

يذكر أن التعاون العسكري المتزايد بين أبيدجان وفرنسا والولايات المتحدة، والذي يشمل بناء قواعد عسكرية جديدة في ساحل العاج، يلقي بظلاله على أي جهود دبلوماسية لتحسين العلاقات مع الدول المجاورة.

مجلة أمريكية: مصر طلبت دعماً كبيراً من واشنطن قبل “عملية رفح”

اقرأ المزيد