13 ديسمبر 2025

عادت العلاقات الجزائرية–الفرنسية إلى مربع التوتر، بعدما كانت مؤشرات الانفراج بدأت بالظهور خلال الأسابيع الماضية، على خلفية قضيتين متزامنتين أثارتا حساسيات سياسية وإعلامية متبادلة بين البلدين.

وفي باريس، أوقفت السلطات الفرنسية ناشطا ورجل أعمال جزائريا لساعات قبل الإفراج عنه دون توضيحات رسمية، بينما شهدت الجزائر تثبيت حكم قضائي بالسجن بحق صحافي فرنسي بتهمة تتعلق بالإرهاب، ما أعاد إشعال السجال السياسي والإعلامي بين العاصمتين.

وكان من المقرر أن يقوم وزير الداخلية الفرنسي بزيارة إلى الجزائر قبل نهاية الشهر الجاري، في خطوة وصفت آنذاك بأنها محاولة لإعادة ضبط العلاقات واحتواء الخلافات، غير أن التطورات الأخيرة عكست تراجعا واضحا في مسار التهدئة.

وأفادت وسائل إعلام جزائرية رسمية بأن الناشط مهدي غزار، وهو محلل إعلامي ورجل أعمال يقيم في فرنسا، أوقف من قبل الشرطة الفرنسية في باريس واحتجز لساعات، قبل أن يفرج عنه لاحقا دون الكشف عن أسباب التوقيف.

ويعرف غزار بمواقفه الناقدة للحكومة الفرنسية، وبتفاعله الإعلامي المكثف مع الأزمة الثنائية منذ اندلاعها في صيف 2024.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن السلطات الفرنسية أبلغت المعني بأنه مدرج ضمن ملفات أمنية خاصة تستخدم بحق أشخاص ينظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدا للنظام العام، معتبرة أن هذا الإجراء يعكس استمرار نهج أمني متشدد تجاهه.

كما أشارت إلى أن غزار كان قد اشتكى سابقا من توقيفات متكررة في المطارات الفرنسية، ومن إقصائه من المشاركة في برامج إعلامية على خلفية مواقفه السياسية.

وفي المقابل، تصاعد التوتر في الجزائر عقب تثبيت محكمة الاستئناف حكما بالسجن سبع سنوات نافذة بحق الصحافي الفرنسي كريستوف غليز، بعد إدانته بتهمة الإشادة بالإرهاب.

وجاء الحكم مخالفا لتوقعات فرنسية كانت ترجح البراءة أو تخفيف العقوبة، ما دفع الرئاسة الفرنسية إلى التعبير عن قلقها، مع تأكيد الرئيس إيمانويل ماكرون عزمه مواصلة المساعي للإفراج عنه.

وأثارت ردود الفعل الفرنسية على الحكم القضائي حساسية كبيرة لدى السلطات الجزائرية، التي رأت في المواقف الصادرة تدخلا في شؤونها القضائية.

وانعكس ذلك في لهجة إعلامية جزائرية شديدة، أعادت إلى الواجهة خطابًا ناقدًا لما وصف بـالإرث الكولونيالي لفرنسا، واتهمت باريس بازدواجية المعايير في التعامل مع الملفات القضائية والسياسية.

وتناولت صحف جزائرية بارزة القضية من زاوية أوسع، معتبرة أن الانتقادات الفرنسية للقضاء الجزائري تتجاهل، في المقابل، ملفات خلافية أخرى، من بينها قضايا تسليم مطلوبين جزائريين متهمين بالفساد، إضافة إلى حادثة توقيف موظف دبلوماسي جزائري في باريس في وقت سابق من العام الجاري.

فرنسا تنهي وجودها العسكري في السنغال بالكامل

اقرأ المزيد