22 نوفمبر 2024

شنت الصحف الجزائرية هجوماً حاداً على الحكومة الفرنسية، بعد إعلان وزير التجارة الفرنسي عن نية الوزارة الاستثمار في الصحراء الغربية.

وتعتبر هذه المنطقة آخر مستعمرة في أفريقيا وتطالب الجزائر بتقرير مصيرها وفقاً لمقررات الأمم المتحدة، بينما يتمسك المغرب بخطة الحكم الذاتي المرفوضة لدى الجزائر.

وجاءت الردود الجزائرية على هذا الإعلان بغضب شديد، حيث وصفته الصحف بأنه مخالف للقانون الدولي ويهدد بتدهور العلاقات الثنائية بين البلدين، وتجددت المطالبات بتحقيق حقوق الصحراويين في تقرير مصير المنطقة.

وأشارت الصحف إلى أن هذه الخطوة الفرنسية تأتي في سياق محاولات باريس لتعزيز علاقاتها مع المغرب، وتضمينها في مصالحها الاقتصادية، على حساب القضية الصحراوية ومطالب الجزائر.

وتعتبر الصحف الجزائرية أن هذا الإعلان يؤكد استمرارية النزعة الاستعمارية في السياسة الفرنسية، معربة عن استيائها الشديد وتحذيرها من تأثير هذه الخطوة الفرنسية على العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا.

وفي سياق متصل، أثار هذا الإعلان مخاوف من تأثيره على زيارة الرئيس الجزائري المقررة إلى باريس نهاية العام، ما قد يعيد العلاقات بين البلدين إلى نقطة الصفر.

من جانبها، أكدت الصحف الجزائرية على ضرورة احترام القوانين الدولية ومطالب الشعب الصحراوي، مشيرة إلى أن أي تصرف يخالف هذه المبادئ سيعرض العلاقات الثنائية للخطر.

وفي مقال بعنوان “أشباح الاستعمار تعود من جديد”، قالت صحيفة “لوسوار دالجيري” الناطقة بالفرنسية، إن التقارب بين باريس والرباط على وشك أن يتم على حساب القضية الصحراوية.

وأضافت: “يبدو أن المستعمر القديم والمحتل الحالي للأراضي الصحراوية قد وجدا نقاطا مشتركة، ويعتزمان، دون أي تردد، الاستثمار في الصحراء الغربية، وهي منطقة محتلة من قبل المغرب” وفق قولها.

وأشارت الصحيفة إلى أن “وضع الدولة المحتلة ولا حتي نضال الصحراويين من أجل الاستقلال، يبدو أنهما يردعان فرنسا، وهي قوة استعمارية سابقة تتحالف الآن مع الدولة المستعمرة الوحيدة في أفريقيا”.

وفي تطور يعكس حالة التوتر الدائمة بين الجزائر وفرنسا، ذكرت صحيفة “الشروق” الجزائرية أن العلاقات بين البلدين تشهد تصاعداً في الأونة الأخيرة، وذلك بسبب الصراع حول الصحراء الغربية، حيث أشارت الصحيفة إلى أن باريس تسير في اتجاه يتعارض مع طموحات السلطات الجزائرية، الأمر الذي أثار انتقادات حادة لسياسة فرنسا في المنطقة.

وأكدت “الشروق” أن فرنسا تصر على مشاركة خزينتها العمومية في تمويل مشاريع للاحتلال المغربي في الأراضي الصحراوية المحتلة.

وتعكس هذه التطورات الحساسية الكبيرة للقضية الصحراوية وأثرها على العلاقات الجزائرية الفرنسية، وتبرز الصراعات المستمرة حول التاريخ الاستعماري والتأثيرات السياسية الحالية على العلاقات بين الدول.

المغرب ثاني أكثر دولة إفريقية تصديراً للمهاجرين بعد مصر

اقرأ المزيد