تشهد ليبيا توترات متصاعدة بين منطقة الزنتان وطرابلس على خلفية الصراع حول استثمار النفط والغاز في منطقة الحمادة الحمراء.
وتعود جذور النزاع إلى مفاوضات تجريها حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها مع ثلاث شركات أجنبية هي “إيني” الإيطالية، و”أدنوك” الإماراتية، و”توتال” الفرنسية، لتطوير حقل (م.ن.7) في المنطقة الغنية بالموارد.
ويعتبر المجلس الأعلى للدولة هذه المفاوضات مخالفة للتشريعات الوطنية والاتفاقات السياسية الموقعة في 2015، حيث يطالب بوقف المفاوضات فوراً وفرض شروط قبل الموافقة على أي صفقات جديدة مع الشركات الأجنبية.
ويتصاعد الخلاف بين الأطراف السياسية، خاصة مع تأكيد مجلس النواب اعتراضه على الاتفاقية بسبب منح الشركات الأجنبية حصة كبيرة من إنتاج الحقل.
ويرى المجلس أن الاتفاقية تؤدي إلى التفريط في ثروات البلاد، كما يحذر من أن هذه الخطوة قد تدفع شركات أخرى للمطالبة بتعديلات على عقودها النفطية، مما يؤدي إلى نتائج غير مضمونة بالنسبة للاقتصاد الليبي، وتدخلت النيابة العامة في القضية، طالبة تعليق المفاوضات لحين صدور قرار قضائي حاسم.
ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة النفط والغاز دعمها للرفض الرسمي لهذه الصفقة، مشيرة إلى أن حصة الشركات الأجنبية في الاتفاقية مرتفعة للغاية ولا تتناسب مع الأعراف الدولية في العقود النفطية.
وتفاقم الموقف مع زيادة التوتر العسكري في منطقة الزنتان، حيث يرفض قادتها المحليون، الذين كانوا وراء اعتقال سيف الإسلام القذافي في 2011، السماح للشركات الأجنبية بدخول المنطقة دون موافقة من “المجلس الأعلى لثوار الزنتان”.
ويراقب الجميع الوضع العسكري المتوتر في الزنتان، وسط أنباء عن تدفق الأسلحة إلى المنطقة، مما ينذر بإمكانية حدوث مواجهة مع القوات الموالية لحكومة طرابلس.
ونجحت إيطاليا في تعزيز علاقتها مع ليبيا من خلال توقيع ثماني اتفاقيات جديدة في المنتدى الاقتصادي الليبي الإيطالي بدلا من استثمارات النفط، وشملت الاتفاقات مجالات التعاون التنموي والتجاري، حيث تأمل إيطاليا في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في ليبيا وتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين.
بينما تتزايد المنافسة بين الشركات العالمية على الموارد الليبية، تواصل فرنسا، من خلال مشاركتها في منتدى التنمية في بنغازي، سعيها للبحث عن فرص استثمارية في قطاعات إعادة الإعمار، وهو ما يعكس رغبة الدول الكبرى في استثمار موقع ليبيا الاستراتيجي والموارد الطبيعية المتاحة.
الجزائر تحتل المركز الثالث بين منتجي النفط في إفريقيا