تنظيم “لوكاراوا” الإرهابي يثير الخوف في ولايتي كيبي وصكتو بشمال غرب نيجيريا، حيث تعاني المنطقة من نشاطات عدة جماعات إرهابية مثل “بوكو حرام” و”داعش” في غرب إفريقيا، بالإضافة إلى عصابات قطاع الطرق.
وفي نوفمبر 2024، اتُهمت “لوكاراوا” الموالية لتنظيم “داعش” بقتل 15 شخصاً في بلدة ميرة بولاية كيبي وسرقة العديد من المواشي.
ورغم أن الشرطة المحلية لم تتمكن من تأكيد هوية المهاجمين أو علاقتهم بـ”لوكاراوا”، فقد شنت القوات النيجيرية هجمات جوية وبرية ضد معسكرات التنظيم، مما أسفر عن استعادة الماشية المسروقة وإجبار عناصر الجماعة على التراجع إلى منطقة بورغو الاستراتيجية قرب الحدود مع بنين.
وسمح تدهور التعاون الأمني بين نيجيريا والنيجر بعد الانقلاب في النيجر، لتنظيم “لوكاراوا” باستغلال الثغرات الحدودية، حيث أشار اللواء إدوارد بوبا، مدير العمليات الإعلامية بوزارة الدفاع النيجيرية، إلى أن التنظيم استفاد من التضاريس الصعبة وقلة التعاون بين البلدين لشن هجمات على المناطق النائية في ولايات شمال غرب نيجيريا.
وفي المقابل، اعتبر بعض الخبراء مثل الدكتور مرتالا أحمد رفاعي، أستاذ دراسات السلام والصراع، أن “لوكاراوا” ليست جماعة جديدة كما تصفها الحكومة النيجيرية، بل هي جماعة نشطت منذ عام 1999 على طول الحدود بين نيجيريا والنيجر.
وتحوّل التنظيم من جماعة رعاة إلى جماعة متشددة تروج لفكر تطرفي يدعو لإقامة خلافة إسلامية ويهاجم ما يعتبره “مساوئ الحضارة الغربية”.
وفي البداية، استعانت الحكومات المحلية بـ”لوكاراوا” لحماية المجتمعات من عصابات قطاع الطرق المسلحة في ولاية زمفرة، حيث نجح التنظيم في التصدي لهذه العصابات بين عامي 2016 و2017، ولكن بعد ذلك، أصبح “لوكاراوا” نفسه مصدراً للعنف.
ومن جهة أخرى، يعتقد اللواء بوبا أن “لوكاراوا” لن تصمد أمام القوة العسكرية النيجيرية، مع استعداد بعض قادتها للاستسلام مقابل توفير “ممر آمن”.
ولكن الباحثين جون صنداي أوجو وإزينوا أولومبا أكدوا في مقال على موقع “كونفرسيشن” أن العمليات العسكرية السابقة لم تنجح في القضاء على “بوكو حرام” أو فروعها، مشيرين إلى أن نقص الاستخبارات الوقائية يمثل تحدياً كبيراً.
وأوضحا أن اعتماد المجتمعات على جماعات مثل “لوكاراوا” لحمايتها ساهم في تحولها إلى تنظيم إرهابي قوي، مما يبرز فشل الأجهزة الأمنية في حماية تلك المجتمعات.
تشاد تستعد لانتخابات تحت وطأة الأزمات والاتهامات بالتزوير