تقارير دولية تكشف فرض “داعش” ضرائب على سكان بحيرة تشاد، مما يدرّ نحو 191 مليون دولار سنوياً. التنظيم يستخدم هذه الموارد لشراء أسلحة جديدة ويعزز سلطته في ظل الفوضى الأمنية بالمنطقة، ما يزيد من التوترات.
كشفت تقارير دولية حديثة عن قيام تنظيم “داعش” بفرض ضرائب إجبارية على السكان في منطقة بحيرة تشاد الإفريقية، حيث نجح في جمع ما يقارب 191 مليون دولار سنوياً من خلال هذه الآلية، في مؤشر خطير على تنامي نفوذه المالي والعسكري بالمنطقة.
وبحسب تقرير صادر عن مجلة “نيو هيومانيتيريان”، فإن هذه الأموال يتم تحصيلها من المزارعين وأصحاب المواشي والصيادين في المنطقة، علماً أن هذا المبلغ لا يشمل إيرادات عمليات الاختطاف وطلب الفدية أو المكافآت التي يتلقاها التنظيم من القيادة المركزية.
وأكد الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، أن هذه الأموال توفر للتنظيم موارد مالية كبيرة تمكنه من شراء أسلحة ومعدات عسكرية متطورة من السوق السوداء، مما يعزز قدرته على تنفيذ هجمات أكثر تطوراً ضد القوى الحكومية في المنطقة.
من جانبه، أشار المحلل السياسي قاسم كايتا إلى أن التنظيم يستغل فراغ السلطة والعجز الأمني في منطقة بحيرة تشاد لتقديم نفسه كبديل للحكومات، حيث يقايض السكان بالحماية والأمن مقابل دفع الضرائب.
ويسيطر تنظيم “داعش – ولاية غرب إفريقيا” حالياً على مساحات شاسعة من بحيرة تشاد، التي أصبحت نقطة انطلاق لهجماته ومنصة للإمداد العسكري، في ظل عجز الحكومات في نيجيريا وبوركينا فاسو وتشاد عن استعادة السيطرة على هذه المناطق.
هذا التطور يشكل تهديداً إضافياً لأمن واستقرار منطقة الساحل الإفريقي، التي تعاني أصلاً من تنامي النزاعات المسلحة والتنافس بين الجماعات الإرهابية على النفوذ، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويضعف جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
مؤتمر باماكو: روسيا ودول الساحل يرسخان شراكة استراتيجية في الأمن والطاقة
