05 ديسمبر 2025

في تطور ميداني لافت يزيد من تعقيد المشهد الأمني في منطقة الساحل، بسط مقاتلو تنظيم القاعدة سيطرتهم الكاملة على بلدة فارابوغو الواقعة في قلب مالي، بعد أيام فقط من إجبار الجيش على الانسحاب من أحد أكبر معسكراته هناك، دون أي محاولة لاحقة لاستعادة الموقع.

تبعد البلدة نحو 400 كيلومتر شمال العاصمة باماكو، وتحمل أهمية استراتيجية نظرا لموقعها المحوري في إقليم سيغو.

وارتبط اسم البلدة بحدث بارز عام 2020 عندما تمكن المجلس العسكري الحاكم آنذاك من فك حصار فرضه تنظيم داعش عليها، ما جعلها رمزا لصمود الدولة في مواجهة الجماعات الجهادية.

إلا أن المشهد تغير جذريا هذا الأسبوع، إذ أعلنت “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” – أبرز أذرع القاعدة في المنطقة عبر منصتها الدعائية “الزلاقة” إحكام قبضتها على البلدة وبدء تطبيق منظومة من القوانين الصارمة تشمل حظر الموسيقى باستثناء الأناشيد الدينية، ومنع التدخين والكحول، وإلزام النساء بتغطية رؤوسهن، إلى جانب فرض ضرائب على السكان.

وأكدت مصادر محلية أن شيخ البلدة أبرم اتفاقا مع قادة التنظيم يقضي بالتزام الأهالي بهذه القوانين مقابل السماح بعودة بعض السكان الذين نزحوا عقب الهجوم، ما يعكس تكيفا قسريا مع سلطة الأمر الواقع.

 

تورط أوكرانيا في إفريقيا: أزمة قانونية وجيوسياسية

اقرأ المزيد