فرض مقاتلون من جبهة تحرير ماسينا، التابعة لتنظيم القاعدة، حصارا محكما على مدينتي إنيور وخاي غرب مالي، في خطوة أثارت قلقا واسعا نظرا لموقعهما الاستراتيجي وقيمتهما الدينية والتجارية.
وبحسب مصادر محلية، أغلق المسلحون الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينتين، بما في ذلك الطريق القادم من معبر كوكي الزمال الحدودي مع موريتانيا، ومنعوا الشاحنات والسيارات القادمة من العاصمة باماكو من الوصول، في محاولة لإجبار السكان على دفع الزكاة عبرهم.
وتعد خاي مركزا تجاريا رئيسيا بين مالي وموريتانيا، بينما تحتضن إنيور حضرة صوفية ذات نفوذ واسع في غرب إفريقيا، يقودها شيخ بارز رفض الاستجابة لمطالب التنظيم.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر إحراق شاحنات حاولت كسر الحصار، إضافة إلى مصادرة سيارات رباعية الدفع.
وأفادت أنباء محلية بأن المسلحين يخططون لدخول إنيور واعتقال زعيم الحضرة الصوفية، ما فاقم المخاوف بين السكان.
ومن جهتها، مددت السلطات المحلية في إقليم خاي حظر التجوال الليلي لشهر إضافي، فيما تحركت وحدات من الجيش المالي، مدعومة بعناصر من الفيلق الروسي، لفتح الطريق بين إنيور وباماكو، وتمكنت صباح أمس الخميس من استعادة السيطرة عليه جزئيا.
ويأتي ذلك في وقت استعرض فيه الجيش المالي معدات عسكرية جديدة، بينها دبابات ومصفحات، في إطار خطة لتعزيز قدراته القتالية بإشراف رئيس المرحلة الانتقالية أسيمي غويتا ووزير الدفاع ساديو كامارا، لكن رغم هذه الجهود، لا تزال مناطق واسعة من البلاد خاضعة لسيطرة جماعات مسلحة تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش.
مقتل عناصر من الجيش المالي في هجوم مشترك شمالي البلاد
