تنامي القلق في مصر إزاء لعبة إلكترونية تعرض الأطفال للمقامرة

ازدادت المخاوف بين الأسر المصرية بسبب انتشار لعبة إلكترونية جديدة تجذب الأطفال إلى عالم المقامرة تحت ستار الألعاب الترفيهية، وتُعرف هذه اللعبة بتمكين الأطفال من كسب المال من خلال نظام يقوم على توجيه “كرة” تتدحرج لتستقر على رقم محدد قابل للربح.

ويحذر الخبير التقني في مجال الأمن السيبراني، أحمد عبد الفتاح، من خطورة هذه اللعبة التي تتجاوز القيود العمرية وتغري الأطفال بالمال السهل.

وبحسب عبد الفتاح، فإن النسخ الحالية من تطبيق المراهنات “بلينكو” تشكل خطرا كبيرا لأنها تعلم الأطفال المراهنة بالمال، وتجرهم نحو إمكانية الإدمان على هذه السلوكيات.

وتستهدف اللعبة الأطفال، الذين وتتراوح أعمارهم بين 9 و14 سنة، وتجذبهم اللعبة بفضل المكافآت الترحيبية وإمكانية استخدام هواتف الوالدين لإجراء المراهنات.

وتشير التقارير إلى أن بعض الألعاب تعتمد على أساليب جذب مثل الروابط التي تتيح للمستخدمين كسب نقاط يمكن تحويلها إلى أموال.

وأوضحت الأخصائية النفسية، نسمة حسن، إلى أن هذه الألعاب تدفع الأطفال نحو “مصير مظلم” دون وعي منهم، مؤكدة على الخطر الذي تمثله على نموهم العقلي والأخلاقي.

ومن الناحية القانونية، تؤكد المحامية وعضو مجلس الشباب المصري سهام مجدي على إمكانية حجب هذه التطبيقات في مصر لحماية الأطفال، مشيرة إلى أن القانون يُجرم تهيئة أماكن للقمار بالغرامة والحبس.

وفي سياق متصل، تقدمت نائبة مصرية الدكتورة حنان حسني يشار، باقتراح إلى رئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي الجبالي، لحظر تطبيقات ألعاب القمار الإلكترونية في مصر.

وأكدت حنان إن ما دفعها لتقديم المقترح للبرلمان هو أن هناك أطفالا لم تتجاوز اعمارهم الـ 10 سنوات يقضون يومهم بالساعات على ألعاب القمار الإلكترونية، حيث وصل الأمر إلى حد الإدمان، ويراهنون بمبالغ مالية تقدر بآلاف الجنيهات، منهم من يحقق أرباحا من ورائها ومنهم من يخسر أمواله، وسط صمت الجهات المعنية على حسب تعبيرها.

وذكرت النائبة أن هناك واقعة مأساوية وقعت العام الماضي، عندما توفي طفل لا يتجاوز عمره 11 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية حادة على خلفية خسارته مبلغ 800 جنيه عندما دخل للعب “الكونكر”، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة أمام شاشة الكمبيوتر.

تستخدم بعض الألعاب الإلكترونية آليات مثل “صناديق الغنائم” (Loot Boxes) التي تطلب من اللاعبين دفع أموال حقيقية مقابل فرصة عشوائية للحصول على عناصر داخل اللعبة، حيث تُشجّع الأطفال على الإنفاق دون ضمان النتائج، ما يزيد خطر الإدمان ويؤثر على صحتهم النفسية ووعيهم بالمخاطر المالية.

مصر.. إحالة أوراق “سفاح التجمع” إلى المفتي تمهيداً لإعدامه