22 نوفمبر 2024

يعد الفيلم الروسي “التحدي” أول عمل سينمائي طويل في تاريخ البشرية يتم تصويره في الفضاء الخارجي، وبالتحديد على متن المحطة الفضائية الدولية.

وسافر المنتج والمخرج كليم شيبينكو، وفريق العمل، إلى محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع 250 ميلاً فوق سطح الأرض، جنباً إلى جنب مع رائد الفضاء الروسي المخضرم أنطون شكابلروف في أكتوبر 2021، وتم تصوير الفيلم على مدار 12 يوماً.

وكان على النجوم المرشحين الخضوع لاختبارات طبية ونفسية وجسدية، لضمان قدرتهم على التعامل مع متطلبات السفر إلى الفضاء.

وسافر المخرج كليم شيبينكو والممثلة يوليا بيريسيلد التي لعبت دور البطولة إلى الفضاء على متن مركبة “سويوز إم إس 19″، وقضيا 12 يوماً في المحطة الفضائية الدولية خلال تصوير الفيلم.

وأعطت المشاهد المصورة في الكبسولة الفضائية الروسية البالغة مساحتها 230 متراً مربّعاً في محطة الفضاء الدولية، ومشاركة ثلاثة رواد فضاء روس محترفين موجودين على متن المحطة، طابعاً أصلياً غير مسبوق للفيلم.

وتدور قصة الفيلم الذي تم طرحه العام الماضي في السينما حول رائد الفضاء الروسي بوغدانوف الذي يفقد وعيه فجأة أثناء مهمة في الفضاء، وبعد أن يفحصه الأطباء يقررون ضرورة إجراء عملية جراحية له على متن مركبة فضائية تابعة لروسيا خارج الكوكب، ويقع الاختيار على الطبيبة الروسية زينيا بيلييفا.

تعد زينيا نفسها على عجل لتقوم برحلة غير مسبوقة نحو الفضاء لإجراء هذه الجراحة، وبعد أن تصل وجهتها يتحول كل شيء إلى التصوير البطيء بسبب انعدام الجاذبية، وعليها أن تخوض هذا التحدي الصعب .

يعد هذا الفيلم أول عمل روائي طويل في التاريخ يتم تصويره فعلا خارج كوكب الأرض ويجد طريقه إلى شاشات السينما، فلم يتم تصوير أي أفلام في الفضاء قبله سوى فيلم وثائقي قصير.

و”التحدي” هو ثمرة تعاون بين وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) والقناة الأولى الرسمية الروسية و استوديو “Yellow, Black and White” للإنتاج، بميزانية قدرها نحو مليار روبل.

وتم عرض الفيلم في روسيا ودول عديدة حول العالم، ولاقى استحساناً وإعجاباً منقطعي النظير، حيث خرج الفيلم من تصنيف “الخيال العلمي” ودخل في حالة أكثر واقعية جراء تصويره في الفضاء.

وشهدت سينما GPR الليبية في بنغازي عرضاً خاصاً للفيلم، لاقى أصداء كبيرة في أواسط المجتمع الليبي الذي التمس قدرات السينما الروسية الكبيرة.

وجاء عرض هذا الفيلم في إطار التعبير عن عمق العلاقة بين البلدين، والتي تشهد قفزات كبيرة خلال الفترة الحالية.

وتساهم روسيا بشكّل فعّال في دعم ليبيا لإعادة بناء متا دمره “الناتو”، ودعم القوات المسلحة الليبية لمكافحة الإرهاب، إلى جانب دعم القطاعات الأخرى في الدولة الليبية.

كلك، لاقى الفيلم اهتماماً إعلامياً غربياً كبيراً، حيث تم ربطه بالسباق الفضائي التاريخي بين روسيا والولايات المتحدة، ما دفع وسائل الإعلام إلى الاعتراف بتفوق موسكو مرة أخرى.

وجاء انتاج روسيا لهذا الفليم في وقت أعلنت فيه “إدارة الطيران والفضاء الأميركية” (ناسا)، أن الممثل الشهير توم كروز يتعاون معها لتصوير فيلم سينمائي في الفضاء، كانت تعتقد الولايات المتحدة أنه سيكون الأول في هذا المجال، قبل أن يقلب “التحدي” الطاولة.

واستطاعت روسيا تأكيد تفوقها لتسجل أنها أول من أرسل طاقم تصوير سينمائي للفضاء، كما أرسلت من قبل يوري غارغارين أول رائد فضاء عام 1961.

وهو ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال في 12 إبريل من العام الماضي “نحن أول من صوّر فيلماً روائياً طويلاً على متن مركبة فضائية في مدار الأرض، مجدّداً نحن الأوائل”.

لأول مرة في منغوليا.. رئيس سابق يُنتخب عضواً في البرلمان

اقرأ المزيد