أزمة تمثال نجيب محفوظ تعود لتتصدر المشهد الثقافي في مصر بذكرى رحيله الـ19، بعد انتقادات حادة للتمثال المقام بميدان سفنكس، واعتباره “إهانة” لصاحب نوبل للآداب.
منتخب مصر للشباب يستعد لتصفيات إفريقيا
وشُيد التمثال عام 2002 لتكريم محفوظ في حياته، بدا في موقعه الحالي مختفياً خلف لوحات إعلانية ضخمة اعتبرها كثيرون “قبيحة”، إذ غطّت على رمزية التكريم لصالح الربح التجاري، وهو ما أثار غضب شخصيات عامة في مقدمتهم رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي وصف المشهد عبر حسابه على “إكس” بـ”الكارثة والتوغل”، داعياً لإعادة الاعتبار للأديب الكبير.
وناشد الفنان صبري فواز بدوره السلطات نقل التمثال إلى مكانه الأصلي على كورنيش النيل في حي “العجوزة”، حيث عاش محفوظ معظم سنوات حياته، وهو الموقع الذي اختاره النحات سيد عبده سليم مصمم التمثال، قبل أن يتدخل محافظ الجيزة آنذاك ويقرر وضعه في ميدان “سفنكس” على قاعدة بارتفاع تسعة أمتار.
وبدأت قصة التمثال، عام 2001 بمبادرة لتكريم “صاحب الثلاثية” في عيد ميلاده التسعين، ارتبطت منذ ظهورها بسلسلة من الأزمات، أبرزها صغر حجم المنحوتة الذي لا يعكس مكانة محفوظ، إضافة إلى الإهمال المتكرر في صيانتها وغبار الميدان المزدحم بالجسور والضوضاء.
والمفارقة أن محفوظ نفسه لم يُخفِ خيبة أمله من العمل الفني، إذ علق بسخرية حين سُئل عن رأيه فيه قائلاً: “يبدو أن مصمم التمثال لم يقرأ من رواياتي سوى الشحاذ”، في إشارة تعكس مرارته من رؤية تمثاله الأول ضئيلاً وهامشياً.
ومع تواصل الانتقادات، يقترح مثقفون ونشطاء نقل التمثال إلى متحف نجيب محفوظ في حي الجمالية الذي افتتح عام 2019، بالتزامن مع نحت عمل جديد بمواصفات عالمية تليق بمكانة الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل.
وتبقى الأزمة، كما يرى كثيرون، بحاجة إلى تدخل عاجل تتشارك فيه وزارة الثقافة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومحافظة الجيزة، من أجل إعادة الاعتبار لتكريم عميد الرواية العربية على نحو يليق بإرثه الأدبي والإنساني.
منتخب مصر للشباب يستعد لتصفيات إفريقيا
كشفت تقارير محلية ودولية ومقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي عن تزايد مقلق في ظاهرة استغلال وتجنيد الأطفال داخل المدارس ورياض الأطفال في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وتُظهر المقاطع أطفالاً يحملون أسلحة ويرددون شعارات تحريضية، مما يعكس خطورة الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، ويكشف نمطاً متكرراً من محاولات تجييشهم سياسياً وعسكرياً عبر المدارس والمؤسسات التعليمية.
ووفقاً لتحقيقات ميدانية، تتنوع أساليب الاستغلال بين تلقين الأطفال شعارات ذات طابع سياسي، وتقديم حوافز مادية أو تعليمية لتشجيعهم على الانخراط في النزاع، إضافة إلى استخدام المدارس كمنابر لبث خطابات عدائية أو لتنظيم فعاليات دعائية ذات طابع تحريضي.
ويُعد تجنيد الأطفال أو استخدامهم في النزاعات المسلحة جريمة حرب بموجب القانون الدولي، ويخضع السودان للعديد من المواثيق الدولية التي تحظر هذه الممارسات.
وقد حذّرت منظمات حقوقية من أن تفشي هذه الظاهرة يهدد مستقبل التعليم والأمن الاجتماعي في البلاد.
وأشارت التقارير إلى أن الحرب تسببت في إغلاق عدد كبير من المدارس وحرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم، فيما ارتفعت المخاطر التي يتعرضون لها من تجنيد قسري وقتل وإصابات.
ووصفت المنظمات وضع الأطفال في السودان بأنه “كارثي” ويهدد مستقبل جيل كامل.
كما رصدت وسائل إعلام مقاطع مصورة لأطفال يرددون عبارات تحريضية ضد أطراف سياسية ومدنية، ويظهر أحد المقاطع طفلاً في الرابعة من عمره يحمل سلاحاً ويتحدث عن التوجه إلى الخرطوم للقتال، ما أثار موجة واسعة من الغضب والقلق حول حجم الاستغلال الذي يتعرض له القُصّر.
وحذّر حقوقيون من التعامل مع هذه المقاطع دون تحقق، ودعوا إلى حماية هوية الأطفال وسلامتهم النفسية والجسدية، معتبرين أن نشر هذه المواد دون ضوابط قد يضاعف الضرر الواقع عليهم.
وأكد الخبراء أن استغلال الأطفال في النزاعات يؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية عميقة، ويفقدهم فرص التعليم والمستقبل، كما يسهم في نشوء جيل معرض للعنف والانقسامات.
ودعا ناشطون ومنظمات مدنية إلى فتح تحقيقات عاجلة في جميع حالات التجنيد داخل المؤسسات التعليمية، ومحاسبة الجهات المتورطة، مع تنفيذ برامج تأهيل وإدماج للأطفال المتأثرين.
كما طالبوا السلطات بضمان حماية المدارس ومنع أي نشاط سياسي أو عسكري داخلها، وتعزيز الرقابة المجتمعية والتوعية بمخاطر استغلال الأطفال في النزاعات.
وشدد مواطنون على ضرورة التزام وسائل الإعلام بالمعايير الأخلاقية في تغطية هذه القضايا الحساسة، وحماية خصوصية وهوية الأطفال، لضمان سلامتهم النفسية والجسدية.
تظاهر المئات من سكان مدينة قابس الساحلية جنوب شرق تونس، الخميس، أمام المحكمة الابتدائية بالمحافظة للمطالبة بوقف نشاط المجمع الكيميائي بالمدينة الذي يتهمونه بالتسبب في كوارث بيئية وصحية منذ عقود.
جاءت التظاهرة تزامناً مع انعقاد جلسة قضائية نظرت في دعوى قضائية تهدف إلى وقف وتفكيك وحدات المجمع الكيميائي، الذي يقول السكان إنه تسبب في تلويث الواحات والمياه والشواطئ، كما أدى إلى حالات اختناق جماعية بين التلاميذ.
وهتف المتظاهرون أمام المحكمة بشعارات منها “الشعب يريد تفكيك الوحدات” و”قتلونا”، في مشهد يعكس الغضب العارم الذي يشهده السكان الذين يعانون من تداعيات التلوث.
من جهته، أوضح منير العدوني، عضو الهيئة المشرفة على القضية، أنه “تم تأجيل القضية للخميس المقبل”، مشيراً إلى أنهم قدموا “مؤيدات تقرّ بالجريمة المرتكبة في حق الجهة”.
يذكر أن مجمع قابس الكيميائي، الذي أنشئ عام 1972، يحول الفوسفات إلى أسمدة، ويقوم بإلقاء مخلفاته الصلبة المحتوية على معادن ثقيلة في البحر، مما أدى إلى اختفاء أكثر من 90% من التنوع البيولوجي البحري في خليج قابس، وفقاً للدراسات.
كما سجلت في قابس معدلات مرتفعة لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان مقارنة بباقي المناطق التونسية.
ويأتي هذا التحرك الشعبي والقضائي في وقت وجّه فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد، السبت الماضي، بتشكيل فريق عمل لإيجاد حلول عاجلة لأزمة قابس، فيما تواجه السلطات تحدياً صعباً في التوفيق بين المطالب البيئية والصحية للمواطنين وأهمية قطاع الفوسفات للاقتصاد الوطني، حيث تهدف إلى زيادة إنتاج الأسمدة خمسة أضعاف بحلول عام 2030.