05 ديسمبر 2025

أزمة تمثال نجيب محفوظ تعود لتتصدر المشهد الثقافي في مصر بذكرى رحيله الـ19، بعد انتقادات حادة للتمثال المقام بميدان سفنكس، واعتباره “إهانة” لصاحب نوبل للآداب.

وشُيد التمثال عام 2002 لتكريم محفوظ في حياته، بدا في موقعه الحالي مختفياً خلف لوحات إعلانية ضخمة اعتبرها كثيرون “قبيحة”، إذ غطّت على رمزية التكريم لصالح الربح التجاري، وهو ما أثار غضب شخصيات عامة في مقدمتهم رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي وصف المشهد عبر حسابه على “إكس” بـ”الكارثة والتوغل”، داعياً لإعادة الاعتبار للأديب الكبير.

وناشد الفنان صبري فواز بدوره السلطات نقل التمثال إلى مكانه الأصلي على كورنيش النيل في حي “العجوزة”، حيث عاش محفوظ معظم سنوات حياته، وهو الموقع الذي اختاره النحات سيد عبده سليم مصمم التمثال، قبل أن يتدخل محافظ الجيزة آنذاك ويقرر وضعه في ميدان “سفنكس” على قاعدة بارتفاع تسعة أمتار.

وبدأت قصة التمثال، عام 2001 بمبادرة لتكريم “صاحب الثلاثية” في عيد ميلاده التسعين، ارتبطت منذ ظهورها بسلسلة من الأزمات، أبرزها صغر حجم المنحوتة الذي لا يعكس مكانة محفوظ، إضافة إلى الإهمال المتكرر في صيانتها وغبار الميدان المزدحم بالجسور والضوضاء.

والمفارقة أن محفوظ نفسه لم يُخفِ خيبة أمله من العمل الفني، إذ علق بسخرية حين سُئل عن رأيه فيه قائلاً: “يبدو أن مصمم التمثال لم يقرأ من رواياتي سوى الشحاذ”، في إشارة تعكس مرارته من رؤية تمثاله الأول ضئيلاً وهامشياً.

ومع تواصل الانتقادات، يقترح مثقفون ونشطاء نقل التمثال إلى متحف نجيب محفوظ في حي الجمالية الذي افتتح عام 2019، بالتزامن مع نحت عمل جديد بمواصفات عالمية تليق بمكانة الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل.

وتبقى الأزمة، كما يرى كثيرون، بحاجة إلى تدخل عاجل تتشارك فيه وزارة الثقافة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومحافظة الجيزة، من أجل إعادة الاعتبار لتكريم عميد الرواية العربية على نحو يليق بإرثه الأدبي والإنساني.

منتخب مصر للشباب يستعد لتصفيات إفريقيا

اقرأ المزيد