تعرض تمثال “عين الفوارة” في سطيف الجزائر لعملية تخريب جديدة، حيث قام شخص بتحطيم أجزاء من وجهه قبل أن يتم القبض عليه، ويُعتبر التمثال رمزاً للجدل حول الاستعمار، ويعاني من اعتداءات متكررة منذ سنوات.
في حادثة أثارت موجة من الجدل والاستنكار، تعرّض تمثال “عين الفوارة” الشهير في ولاية سطيف شرق الجزائر، لعملية تخريب جديدة، حيث قام شخص بتسلق النافورة وتحطيم أجزاء من وجه التمثال، قبل أن تنجح قوات الأمن في إلقاء القبض عليه بعد مواجهة قصيرة.
ويُعتبر هذا الحادث الأحدث في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي طالت التمثال على مدار السنوات الماضية.
ففي عام 1997، تعرّض التمثال للتدمير بسبب عبوة ناسفة، قبل أن يتم ترميمه وإعادته إلى مكانه خلال أقل من 24 ساعة. كما شهد عام 2006 محاولة لتشويه وجه التمثال باستخدام مطرقة، تلاها حادث مماثل عام 2017، كلّف خزينة الدولة ما يقارب 3 ملايين دينار جزائري لإصلاح الأضرار.
ويظل تمثال “عين الفوارة”، الذي نحته الفنان الفرنسي فرانسيس دي سانت فيدال عام 1898، محلّ جدل في المجتمع الجزائري.
فبينما يعتبره البعض تحفة فنية ومعلماً تاريخياً يجسد جزءاً من ذاكرة المدينة، يرى فيه آخرون رمزاً للاستعمار الفرنسي الذي يجب إزالته.
وأثارت الحادثة الأخيرة ردود فعل متباينة بين سكان المدينة، حيث تجمهر عدد كبير منهم حول موقع التمثال عقب الحادثة، في حين انتشرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تعبّر عن مواقف متضاربة بين مؤيد للتمثال ورافض لوجوده.
وفي أعقاب الحادثة، قامت السلطات المحلية بتعزيز الإجراءات الأمنية حول الموقع، فيما يُتوقع أن تشرع في عمليات ترميم جديدة للتمثال الذي أصبحت إصلاحاته المتكررة تشكل عبئاً على ميزانية الولاية.
يذكر أن التمثال، الذي يمثل امرأة من سطيف، كان قد نُقل من متحف اللوفر في باريس إلى المدينة عام 1898، ليصبح أحد أبرز معالمها، قبل أن يتحول إلى بؤرة للجدل والصراع حول الذاكرة والهوية في الجزائر.
الجزائر تضع خطة لتطوير الإسكان
