منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، ظهرت عواقب بيئية خطيرة تُنذر بمخاطر كبيرة على السكان والمناخ.
وكشفت دراسة حديثة أجراها مركز معتصم نمر للثقافة البيئية، عن تأثيرات مدمرة للحرب على البيئة، تشمل تلوث الماء والهواء والتربة نتيجة للحرائق والانفجارات والغازات الكيميائية المتسربة من الأسلحة.
وتوضح الدراسة أن الحروب تساهم في تدمير البنية التحتية المدنية والصناعية، ما يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية خطيرة وزيوت إلى مصادر المياه، مسبباً تلوثاً بيئياً خطيراً.
وبالإضافة إلى ذلك، تدهور النظام الصحي مع انتشار الجثث غير المدفونة، مما يزيد من تفاقم الوضع الصحي.
وتقسم الدراسة الولايات السودانية إلى ولايات نزوح وصراع، حيث تعاني ولايات النزوح من زيادة كبيرة في إنتاج النفايات والصرف الصحي، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا، وفي الوقت نفسه، تتعرض ولايات الصراع مثل الخرطوم لتدمير البنية التحتية وتلوث البيئة بالمواد الكيميائية الخطرة.
وأكد أبو بكر محمد، الباحث في البيئة والحياة البرية، أن الحرب دمرت مناطق صناعية خطيرة في العاصمة الخرطوم، مما أدى إلى تسرب مواد سامة إلى التربة والمياه، مسبباً حالات تسمم بين السكان، كما أشار إلى تدمير غابات مهمة مثل غابة السنط واختفاء الغطاء الغابي نتيجة القطع الجائر للأخشاب.
وتتعرض بيئات نادرة مثل البيئات الرطبة الصناعية للتدمير، مما يهدد التنوع البيئي، وظهرت ثعابين في المناطق السكنية بسبب تغير طبيعة البيئة وانتشار الحشائش، ما يزيد من خطر التعرض للدغات السامة.
وتسببت الحرب في تدمير المؤسسات البحثية البيئية، مثل متحف السودان للتاريخ الطبيعي، مما أدى إلى فقدان عينات بحثية نادرة تعود للقرن التاسع عشر.
وأشارت مديرة المتحف، سارة عبد الله خضر، إلى أن المتحف تعرض للتدمير بنسبة 90%، ما يمثل خسارة كبيرة للتراث العلمي والبيئي في السودان.
وهذه العواقب البيئية المدمرة تضيف بعداً جديداً للمأساة السودانية، حيث يعاني السكان من مخاطر صحية وبيئية كبيرة تستدعي تحركاً عاجلاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
السودان يعتزم اتخاذ إجراءات قانونية لضبط الوجود الأجنبي