05 ديسمبر 2025

حازت الوكالة الفضائية الجزائرية على جائزة تقديرية من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تقديرا لدورها الريادي في استخدام التكنولوجيا الفضائية لمكافحة الجراد الصحراوي، خلال حفل رسمي أُقيم في العاصمة الإيطالية روما بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة.

وجاء هذا التكريم في إطار مبادرة “التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي”، التي تهدف إلى إبراز التجارب الناجحة في مواجهة التحديات البيئية والزراعية المشتركة. ومثل الجزائر في الفعالية فريق من الوكالة شارك عبر تقنية الاتصال المرئي.

وأشادت “الفاو” بجهود الجزائر في توظيف الأقمار الصناعية الوطنية “ألسات-1” و”ألسات-2أ” و”ألسات-2ب” لتتبع تحركات الجراد ورصد مناطق تكاثره قبل تحوله إلى أسراب مدمّرة، وهي تجربة وُصفت بأنها “نموذج يحتذى به” في دمج العلوم الفضائية بالأمن الغذائي.

وطورت الوكالة الجزائرية نظامًا وطنيًا متطورًا يجمع بين البيانات الميدانية والصور الفضائية، ما يتيح إنشاء خرائط دقيقة لتوقع تحركات الجراد، وتوجيه فرق التدخل في الوقت المناسب. واعتبرت المنظمة هذا النظام خطوة نوعية نحو تحقيق السيادة التقنية في إدارة الكوارث الزراعية.

والمنصة الجزائرية لم تستخدم محليا فقط، بل تم اعتمادها أيضا في دعم بلدان الساحل الإفريقي، بعد توقيع اتفاق تعاون بين الجزائر وهيئة مكافحة الجراد التابعة لـ”الفاو” في فبراير الماضي، بهدف تعزيز قدرات المراقبة المشتركة في المناطق الحدودية التي تشهد عادة موجات تكاثر موسمية.

وكان الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، أعلن في وقت سابق عن تعبئة أكثر من 30 فرقة ميدانية و50 وحدة متنقلة لمكافحة الجراد، إضافة إلى استخدام الطائرات المسيّرة والمروحيات في ولايات الجنوب، خصوصا بعد رصد أولى الأسراب في ولاية إن قزام أواخر عام 2024، قبل انتقالها نحو إليزي وجانت.

ويعد الجراد الصحراوي، المعروف علميا باسم Schistocerca gregaria، أخطر الحشرات الزراعية في العالم نظرا لقدرته الهائلة على التكاثر والتحرك لمسافات بعيدة، إذ يمكن للسرب الواحد أن يضم نحو 80 مليون جرادة في الكيلومتر المربع الواحد، وأن يقطع أكثر من 130 كيلومترا في اليوم.

وعلى مر التاريخ، تسببت هذه الأسراب في كوارث غذائية واقتصادية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة الساحل، حيث تُدمّر المحاصيل خلال ساعات قليلة.

وتكمن خطورتها في التحول السلوكي الذي يجعلها تنتقل من طور فردي إلى طور جماعي شرس، ما يجعل السيطرة عليها أكثر تعقيدا.

تصاعد التهديد الإرهابي في النيجر: جماعات مسلحة تتقدم

اقرأ المزيد