الخلاف حول رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا يعود إلى واجهة المشهد السياسي، بعدما جدد محمد تكالة رفضه لادعاءات خالد المشري بشأن شرعية استمراره في رئاسة المجلس، واصفا تصريحات المشري بـ”المغالطات القانونية التي تفتقر لأي سند دستوري أو مؤسسي”.
وفي بيان رسمي، أكد تكالة أن الحكم القضائي المتعلق بالطعن الذي تقدم به المشري لم يمنحه أي أحقية قانونية، بل اكتفى بإقرار عدم اختصاص القضاء الإداري دون المساس بشرعية المكتب الرئاسي الجديد الذي جرى انتخابه أواخر عام 2023 وفق النصاب القانوني الكامل، وأسفر عن تنصيبه رئيسًا للمجلس.
واتهم تكالة المشري ومجموعة من الأعضاء المقاطعين بـ”انتحال الصفة”، من خلال إصدار مراسلات باسم المجلس دون أي تفويض قانوني، ونشرها عبر منصات غير رسمية، محذرا المؤسسات ووسائل الإعلام من التعامل مع مثل هذه البيانات، لما يترتب عليه من تبعات قانونية.
في المقابل، واصل المشري التحرك لتكريس شرعيته، عبر لقاء عقده الأربعاء مع النائب العام الصديق الصور في طرابلس، حيث ناقشا سبل دعم الشفافية في الانتخابات المقبلة، وضمان نزاهة السجلات المدنية، وتحصين المسار الانتخابي من التلاعب والتزوير.
ومن جهته، ناقش مجلس النواب الليبي في بنغازي، خلال لقاء جمع نوابه برئيس فريق الاستراتيجية بالأمم المتحدة دانييلا كروسلاك، تقييم دور البعثة الأممية خلال الفترة الماضية، وسبل التعاون لتأطير المرحلة الانتقالية القادمة ضمن استراتيجية وطنية يقودها الليبيون.
ونظمت بعثة الأمم المتحدة ورشة نقاشية ضمن برنامج “بصيرة”، جمعت إعلاميين وأعضاء من اللجنة الاستشارية المكلفة بإعداد مقترحات لتوحيد مؤسسات الدولة والتمهيد لانتخابات شاملة.
ويعد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أحد أبرز المؤسسات المنبثقة عن اتفاق الصخيرات عام 2015، ويلعب دورا استشاريا في العملية السياسية، وتأتي الأزمة الحالية في سياق صراع أوسع على الشرعية والتمثيل بين الأطراف الليبية، وسط مساع أممية متعثرة لتوحيد المؤسسات والدفع نحو انتخابات شاملة تنهي المرحلة الانتقالية.
بتعليمات صدام حفتر.. خطة استراتيجية لتحسين التنسيق الأمني في المناطق النفطية
