05 ديسمبر 2025

أظهر تقييم دولي حديث صورة قاتمة للوضع الإنساني في ولاية الخرطوم، حيث يعاني معظم السكان من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، في ظل انهيار الخدمات الأساسية واستمرار النزاع المسلح.

وكشف التقييم المشترك الذي أجرته كل من منظمة المساعدات الكنسية النرويجية ومنظمة الفرق الطبية الدولية أن 97% من أسر العاصمة السودانية غير قادرة على تأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية، ما يدفعها إلى انتهاج وسائل تأقلم خطرة تشمل تقليص الوجبات، والاقتراض، وعمّالــة الأطفال، والزواج المبكر.

وبحسب نتائج التقييم الذي استند إلى زيارات ميدانية شملت 70 مرفقا صحيا، إضافة إلى مقابلات مع 1250 أسرة، فإن 74% من الأسر لا تتناول أكثر من 1800 سعرة حرارية يوميا، ما يشير إلى فجوة غذائية خطيرة.

كما أظهرت البيانات أن 16% فقط من الأسر تمتلك دخلا ثابتا، بينما يعتمد الباقون على أعمال يومية هشة، أو بيع الممتلكات والتحويلات الخارجية.

وارتفعت نسبة الأسر التي تعيلها نساء إلى 35%، في وقت يتزايد فيه الضغط الاقتصادي والاجتماعي على العائلات.

ولفت التقرير إلى أن زواج القاصرات قفز من 9% قبل الحرب إلى 24%، مع لجوء الأسر إلى تزويج بناتهن لتخفيف الأعباء المالية، وإضافة الى ذلك 17% من النساء تضطر إلى ممارسة الجنس مقابل الغذاء أو الدعم، في واحدة من أخطر مؤشرات الانهيار الاجتماعي المصاحب لانعدام الأمن الغذائي.

وبين التقييم أن 43% فقط من المرافق الصحية تعمل من أصل 70 مرفقا شملها المسح، بينما لا تقدم سوى 13% منها خدمات التنويم، و14% توفر ولادات آمنة، يعمل أقل من 250 مركز رعاية أولية في الولاية مقارنة بـ 600 مركز قبل الحرب.

وانخفض متوسط العاملين في المرفق الواحد من 11.2 إلى 7.8، فيما يعمل 62% منهم دون رواتب، ولا يغطي التمويل الحكومي سوى 10% من التكاليف التشغيلية، ما يجعل المرافق تعتمد بشكل كبير على المتطوعين والمجتمع المحلي.

وأشارت النتائج إلى نقص حاد في الأدوية، حيث تفتقر 70% من المرافق للمضادات الحيوية، وتعاني 85% منها نقصاً في علاج الملاريا، بينما يمتلك 15% فقط تبريدا فعالا للقاحات، ما أدى إلى إتلاف معدل كبير منها بلغ 23%.

وكشف التقرير أن 45% من المرافق الصحية فقط لديها مصدر للمياه، بينما تحصل 27% منها على إمدادات مستقرة، وسجلت المرافق التي لا تحتوي على مياه جارية معدلات أعلى من الكوليرا بـ 2.8 مرة.

ورغم اعتماد 80% من الأسر على مصادر مياه “محسّنة”، فإن 48% منها ملوثة، فيما يعتمد 80% من سكان شرق النيل على آبار ضحلة غير آمنة.

أما فيما يتعلق بالصرف الصحي، أشار التقييم إلى أن 18% فقط من الأسر تستخدم مراحيض محسنة، بينما يمارس 31% التبرز في العراء، وترتفع النسبة في أطراف أمبدة إلى 46%، وتراجعت عمليات جمع النفايات من 68% قبل الحرب إلى 9% فقط، ما أدى إلى انتشار البعوض والأمراض وتدهور البيئة الصحية.

وسجل التقرير عودة أكثر من مليون شخص إلى الخرطوم من أصل 3.7 مليون نازح منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، إلا أن غالبية العائدين اصطدموا بغياب الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، ما أجبر الكثير منهم على النزوح مجددا.

 

 

السودان يحظر تصدير الذهب ويمنح البنك المركزي حق الشراء والتسويق الحصري

اقرأ المزيد