أظهرت دراسة صادرة عن اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة أن الشركات الصغيرة والمتوسطة باتت تشكل “العمود الفقري للاقتصاد الليبي”، لكنها تواجه عقبات رئيسية تحد من قدرتها على النمو، أبرزها صعوبة الحصول على التمويل وضعف البنية التنظيمية.
ووفقا للتقييم، الذي شمل تسع شركات ليبية، فإن محدودية الوصول إلى رأس المال تمثل العائق الأكبر أمام هذه الفئة من المؤسسات، في ظل ضعف الثقة في الأدوات المالية الرسمية وقصور السياسات الحكومية في توفير حلول تمويلية مناسبة.
كما لفت إلى أن معظم هذه الشركات تعمل بهياكل تنظيمية متواضعة، إذ يشغل أكثر من نصفها ما بين عامل واحد وخمسة فقط.
وأظهر التقرير تمثيلا متساويا للنساء في بيئة الأعمال، حيث شكلن 50% من القوى العاملة والقيادات داخل الشركات المشمولة، في مقابل ضعف مشاركة الشباب، إذ لم تتجاوز نسبتهم 12.5% في مواقع القيادة، ما يعكس استمرار سيطرة جيل أكبر سنًا على إدارة الأعمال.
وأشار التقييم إلى أن 46.2% من الشركات تنشط في مجالات الصناعة مثل تجهيز الأغذية وتغليف التوابل وإعادة تدوير المعادن والطاقة المتجددة، بينما تركز 23.1% على التجارة، فيما توزعت البقية بين الخدمات والحرف.
وإلى جانب أزمة التمويل، حدد التقرير عراقيل أخرى منها ضعف الشراكات التجارية، الحواجز اللغوية، والقصور في البيئة التنظيمية. كما كشف عن محدودية القدرات الرقمية والتسويقية، ما يقلل من فرص هذه الشركات في التوسع والوصول إلى أسواق جديدة.
ولاحظ التقرير غياب شبه كامل للوعي في ليبيا بشأن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، إذ أقرّ 66.7% من أصحاب الشركات المستطلعة بعدم معرفتهم بميزاتها، ما يعيق اندماجهم في الأسواق الإقليمية. ورغم ذلك، تمارس بعض هذه الشركات أنشطة تصدير عبر قنوات غير رسمية أو شبكات شخصية.
وعلى الرغم من التحديات، رصد التقييم نقاط قوة نسبية في مجالات تخطيط الأعمال والإدارة المالية، وإن اقتصرت غالبا على المحاسبة الأساسية دون استراتيجيات متقدمة تجذب المستثمرين.
وأكد التقرير أن معالجة أزمة التمويل وتطوير القدرات المؤسسية يمثلان شرطا أساسيا لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من لعب دور أكبر في إعادة بناء الاقتصاد الليبي ودعم النمو الشامل.
ليبيا.. استئناف رحلات الخطوط الجوية الأردنية والقطرية
