كشف تقرير حالة الطاقة في إفريقيا 2026 الصادر عن غرفة الطاقة الإفريقية عن تحول كبير تشهده أنشطة استكشاف النفط والغاز في القارة، تقوده كل من ليبيا والجزائر ونيجيريا، مع ارتفاع وتيرة الاستثمارات في الحقول البرية.
وأوضح التقرير، الذي نشر أمس الجمعة عبر موقع الغرفة، أن هذا التحول يعكس انتعاشا تدريجيا في قطاعات الطاقة التقليدية، مدفوعا باستراتيجيات وطنية طموحة، أبرزها الخطط الليبية لزيادة إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميا، وجهود الجزائر للحفاظ على استقرار إنتاجها من المواد الهيدروكربونية، ومساعي نيجيريا لتنويع مواردها في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
وسلط التقرير الضوء على الأهداف الإنتاجية الطموحة لليبيا التي تعتمد على استراتيجية متعددة المحاور تشمل إطلاق جولة تراخيص نفطية جديدة في نوفمبر الجاري تغطي 22 قطعة برية وبحرية، على أن تُختتم في العام 2026.
وجذبت هذه الجولة اهتمام 40 شركة دولية، في مؤشر على عودة الثقة في القطاع النفطي الليبي، كما تركز طرابلس على إعادة تطوير الحقول القائمة مثل السرير ومسلة وأمل وغاني والواحة، إلى جانب استثمار الحقول الهامشية لتعويض الاحتياطيات وتحقيق أقصى استفادة من البنية التحتية المتاحة.
واعتبر التقرير أن هذا التوجه “يمثل خطوة ذكية نحو تحقيق توازن بين زيادة الإنتاج وتحديث المنظومة النفطية في البلاد”.
وقال جاي أيوك، الرئيس التنفيذي للمجلس الإفريقي للطاقة، إن ليبيا إلى جانب دول مثل الجزائر ونيجيريا وأنغولا وموزمبيق، تدرك أهمية الاستثمار في الاستكشاف البري منخفض التكلفة لتعزيز الأمن الطاقي المحلي والإقليمي.
أما في الجزائر، فتوقع التقرير أن يبقى إجمالي إنتاج الهيدروكربونات مستقرا عند نحو ثلاثة ملايين برميل من مكافئ النفط يومياً خلال السنوات الخمس المقبلة، رغم تطلع الحكومة إلى رفع إنتاج الغاز إلى 200 مليار متر مكعب سنويا، يخصص نصفها تقريباً للتصدير.
وأشار التقرير إلى أن هذا الهدف سيُدعم بمشروعات استراتيجية جديدة، مثل تطوير حقلي تين فوي تابنكورت الجنوبي وعين أمناس 2 للغاز، اللذين سيدخلان مرحلة التشغيل في العام المقبل، ما يعزز موقع الجزائر كأحد الموردين الأساسيين للطاقة للأسواق الأوروبية.
وفي نيجيريا، توقع التقرير استمرار الاستثمار في الحقول البرية والمناطق الداخلية لتقليل الاعتماد على إنتاج الحقول البحرية، مشيراً إلى أن الحكومة تتبنى سياسات تشجع الشركات المحلية على قيادة عمليات الاستكشاف والتنقيب، ما يمنح القطاع مرونة أكبر في مواجهة التحديات اللوجستية والبيئية.
وتوقع التقرير أن يرتفع الإنفاق على مشاريع الاستكشاف البري في إفريقيا إلى 22 مليار دولار بحلول عام 2026، مع استقرار نسبي في إنتاج النفط والغاز، وهو ما يعكس “نهجاً حذراً” من جانب الشركات المشغلة في إدارة أصولها وتحسين إنتاج الحقول الناضجة.
الأمم المتحدة تدعو لتكثيف جهود نزع الألغام وتعزيز التنسيق في ليبيا
