تقرير نشره موقع “ناتسيف نت” الإخباري الإسرائيلي حذّر من تحركات عسكرية وصفت بالمتسارعة بين مصر والسعودية، تهدف إلى حماية مصالحهما المشتركة في البحر الأحمر والدول المحيطة به.
وذكر التقرير أن هذه الخطوات تعكس تجاوز البلدين لما وصفه بـ”الخلافات البسيطة” بينهما، في إطار بناء تحالف أمني استراتيجي قد يقود إلى تدخل عسكري مشترك خلال الفترة المقبلة.
وبحسب التقرير، فإن تصاعد التنافس الإقليمي على النفوذ في البحر الأحمر، الذي يُعد شرياناً رئيسياً للتجارة والطاقة والوصول إلى أوروبا، دفع القاهرة والرياض إلى تفعيل تعاون استراتيجي غير مسبوق يتجاوز الخلافات الجانبية، ويركّز على حماية مصالحهما في السودان وإريتريا والقرن الإفريقي، وهي مناطق تشهد تنافساً محتدماً بين قوى إقليمية متعددة للسيطرة على الموانئ والمعابر الحيوية.
وأشار الموقع العبري إلى سلسلة تحركات دبلوماسية وعسكرية لافتة، أبرزها زيارة رئيس أركان الجيش المصري إلى السعودية عقب جولة في السودان، بالتزامن مع زيارة رئيس إريتريا إلى القاهرة، وهي خطوات اعتُبرت مؤشراً على تنسيق أمني غير معلن بين القوتين العربيتين.
وأوضح التقرير أن الهدف الرئيس لهذا التنسيق يتمثل في دعم الجيش السوداني النظامي ومنع أي تدخل خارجي في الموانئ الاستراتيجية السودانية، وعلى رأسها ميناء بورتسودان.
وأكد أن البحر الأحمر يمثّل شرياناً حيوياً لكل من مصر والسعودية، حيث تمر عبره نسبة مهمة من صادرات النفط السعودي، إضافة إلى ارتباطه المباشر بقناة السويس، التي تُعد مصدر دخل محورياً لمصر، ما يجعل أي تهديد لأمنه “خطاً أحمر” بالنسبة للطرفين.
كما لفت التقرير إلى تزايد التوتر بين إثيوبيا وإريتريا، مشيراً إلى تهديدات متكررة من أديس أبابا وتحركات عسكرية ميدانية قد تشير إلى نية إثيوبية لشن هجوم للسيطرة على ميناء عصب الاستراتيجي، وأضاف أن إثيوبيا تسعى، بدعم إسرائيلي، لانتزاع منفذ بحري رغم كونها دولة غير ساحلية.
وذكر التقرير أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد يلجأ إلى تأجيل الانتخابات المقررة مطلع عام 2026 بحجة التهديدات الخارجية أو العمليات العسكرية، في محاولة لاحتواء الاضطرابات الداخلية، لاسيما في إقليم أمهرة الذي يشهد مواجهات مستمرة، معتبراً أن وجود مطالب شعبية واسعة داخل إثيوبيا للحصول على منفذ بحري يعزز احتمالات التصعيد.
وفي سياق متصل، دعا الجانب المصري رئيس إريتريا إلى زيارة رسمية استمرت خمسة أيام، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدداً من كبار القادة العسكريين ومسؤولي الاستخبارات.
وبحسب التقرير، تهدف الزيارة إلى تمهيد الأرضية لتدخل مصري–سعودي محتمل لحماية إريتريا من أي تحرك عسكري إثيوبي.
وأضاف الموقع الإسرائيلي أن مصر قد تقدم خلال الأشهر القادمة على عملية عسكرية خارج حدودها تستهدف القدرات العسكرية الإثيوبية إذا بدأت الأخيرة تحركاً ميدانياً نحو الأراضي الإريترية.
كما توقع تقديم دعم مباشر للجيش السوداني، متضمناً غارات جوية مشتركة وسرية بين مصر والسعودية ضد مواقع ومعسكرات قوات الدعم السريع، بهدف إعادة الاستقرار إلى القرن الإفريقي وتأمين دول ساحل البحر الأحمر.
وختم التقرير بالتأكيد على أن المصالح المشتركة بين مصر والسعودية تتجاوز أي خلافات عابرة، وأن البلدين يشكّلان معاً قوة إقليمية مؤثرة، مشيراً إلى أن القاهرة لن تتردد في استخدام القوة العسكرية الشاملة لحماية أمنها في البحر الأحمر وسيادتها الوطنية، معتبرة أي تهديد لهذا الممر الحيوي “عملاً عدائيا يتطلّب رداً حاسماً”.
من الإرهاب إلى الاغتصاب: قصة لاجئ مصري استغل ثغرات النظام البريطاني
