06 ديسمبر 2025

بيانات رسمية حديثة تكشف عن تصاعد مقلق لخطابات الكراهية ضد مهاجري شمال إفريقيا في إسبانيا خلال يونيو، وسط تحذيرات من تحايل رقمي وتطبيع التمييز العنصري.

وبحسب النشرة الشهرية الصادرة عن المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية وكراهية الأجانب، التابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، تم تسجيل أكثر من 54 ألف خطاب كراهية خلال يونيو فقط، وهو ما اعتبره التقرير “اتجاها مقلقاً” يتفاقم منذ مطلع العام الجاري.

وأشار التقرير، الذي استند إلى بيانات نظام “FARO” المعتمد على الذكاء الاصطناعي، إلى أن 81 في المائة من خطابات الكراهية المسجلة استهدفت أشخاصاً من أصول شمال إفريقية، في ارتفاع حاد مقارنة بـ69 في المائة في ماي و57 في المائة فقط في مارس.

وسلط التقرير الضوء على اعتماد أكثر من 56 في المائة من هذه الخطابات على أسلوب “التجريد من الإنسانية”، الذي يُقصد به نزع الصفات البشرية عن الفئة المستهدفة بهدف شيطنتها أو تبرير العنف ضدها، كما ربط 22 في المائة من المحتوى بشكل زائف بين المهاجرين ومخاطر على الأمن العام، في حين حرّض 14 في المائة من الخطابات صراحة على ترحيل المهاجرين.

ولفت التقرير إلى أن 95 في المائة من الرسائل العدائية استهدفت الرجال تحديداً، فيما استُخدمت لغة عدوانية صريحة في 89 في المائة من الحالات، غير أن الجانب الأكثر إثارة للقلق، بحسب معدّي التقرير، هو تزايد استخدام أساليب ملتوية للتحايل على خوارزميات الرقابة، من خلال توظيف الرموز التعبيرية، أو الصور المنتجة بالذكاء الاصطناعي، أو عبارات مشفّرة وغير مباشرة يصعب تصنيفها كمحتوى محظور.

ولا تمثل هذه الممارسات فقط محاولات متقدمة للالتفاف على أنظمة الرقابة، بل تكرّس توجها خطيرا نحو تطبيع التمييز ونشره بأساليب أكثر خفاءً وتأثيرا، مما يعقد من جهود المراقبة التي تبذلها المنصات الرقمية والهيئات الرسمية.

كما كشفت البيانات عن توجه ممنهج في استهداف فئات معينة، إذ تركزت الخطابات العدائية على سكان شمال إفريقيا، في حين تراجع استهداف مجموعات أخرى مثل القاصرين غير المصحوبين أو المسلمين، ويرى التقرير أن هذا التراجع لا يعكس تحسناً في مناخ النقاش، بل يشير إلى تركيز العداء بشكل أكثر حدة على فئة بعينها.

وفي ما يتعلق باستجابة المنصات الرقمية، أكد التقرير أن تفاعلها ما زال غير كافٍ ومفتقرا إلى الفعالية والتكافؤ، على الرغم من اعتمادها على أدوات الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال، أظهرت المعطيات أن 29 في المائة فقط من المحتوى المبلغ عنه قد حُذف، مع تفاوت كبير بين المنصات: “تيك توك” أزال 92 في المائة من الرسائل المبلغ عنها، “فيسبوك” 40 في المائة، “إنستغرام” 23 في المائة، في حين لم يحذف “يوتيوب” سوى 5 في المائة، ومنصة X (تويتر سابقا) 9 في المائة فقط.

كما بينت الأرقام أن من بين المحتوى الذي أبلغ عنه المستخدمون العاديون، لم يُحذف سوى 8 في المائة، معظمها بعد أسبوع، و2 في المائة فقط خلال 48 ساعة، أما عند تدخل مُبلّغين موثوقين (أي جهات معتمدة لرصد المحتوى المخالف)، فقد تم حذف 21 في المائة إضافية.

وفي تعليقها على هذه المعطيات، عبّرت إلما سايز، وزيرة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، عن قلقها الشديد إزاء ما وصفته بـ”الخطاب العنيف والمُشفّر الذي يُجرد الفئات الضعيفة من إنسانيتها ويحرّض على طردها”، مشددة على أن هذه الممارسات تمثل أشكالاً مرفوضة من التمييز لا يمكن التساهل معها.

وقالت سايز: “لا يمكننا السماح للكراهية بأن تصبح أمراً طبيعياً في مجتمع حر وديمقراطي مثل إسبانيا”، مؤكدة أن مواجهة هذا التهديد تتطلب تعاوناً فعالاً ومنسّقاً مع المنصات الرقمية، وأن الاستجابة لا ينبغي أن تكون مجرد رد فعل أو مبادرة تطوعية، بل مسؤولية جماعية وثابتة لضمان حماية التماسك الاجتماعي.

إضافة كبيرة لأسود الأطلس.. نجم ريال مدريد إبراهيم دياز يختار تمثيل المنتخب المغربي

اقرأ المزيد