سلّط تقرير حديث لمجلة لوبوان الفرنسية الضوء على “طفرة غير مسبوقة” في أعداد المهاجرين المتجهين إلى أوروبا عبر السواحل الليبية خلال عام 2025، مشيراً إلى أن تشدد السياسة التونسية في منع المغادرات حدّ بشدة من استخدام المسار التونسي، ما دفع شبكات التهريب إلى تعزيز نشاطها عبر ليبيا.
وبحسب أرقام رصدتها المجلة اعتمادا على بيانات أوروبية ومنظمة الهجرة الدولية، وصل 129,742 مهاجرا إلى السواحل الجنوبية للقارة منذ مطلع العام وحتى 21 نوفمبر، معظمهم نحو إيطاليا (63,063) ، ثم اليونان (35,919) ، وإسبانيا (28,362) ، بينما استقبلت قبرص ومالطا أعدادا أصغر.
ورغم أن هذه الأرقام تبقى أقل من إحصائيات العام الماضي التي تجاوزت 190 ألفا، فإنها تخفي تغيرا مهما في طرق الهجرة.
وتؤكد لوبوان أن الطريق الليبي الممتد من زوارة غربا حتى بنغازي شرقا أصبح “مفتوحًا بالكامل”، إذ غادر عبره 55,657 مهاجرا نحو إيطاليا هذا العام، مقارنة بـ 37,155 خلال 2024، وهي زيادة وصفت بالكبيرة بعد استقرار دام عامين عند حدود 47 ألفًا.
وتذهب المجلة إلى أن ليبيا تحولت إلى “مركز كبير للتهريب”، سواء المتعلق بالمحروقات أو البشر، مستفيدة من هشاشة مؤسسات الدولة وانقسامها، الأمر الذي يخلق بيئة مربحة لشبكات الاتجار التي تُقدّر عائداتها السنوية بأكثر من مليار دولار.
وتشير المجلة إلى أن تشديد تونس لإجراءات مكافحة الهجرة والذي أدى فعليا إلى تقليص عدد المغادرين من شواطئها من 18,449 العام الماضي إلى 4,453 فقط حتى منتصف نوفمبر دفع بالمهاجرين إلى الاتجاه شرقا نحو ليبيا.
وترى لوبوان أن الأوروبيين، وعلى رأسهم إيطاليا، واصلوا تقديم الدعم لتونس مقابل وقف الهجرة، بينما تبنى الرئيس التونسي قيس سعيد خطابا أكثر تشددا منذ 2021، وصل إلى حد الحديث عن “محاولة تغيير التركيبة الديمغرافية لتونس”، وهو خطاب تقول المجلة إنه ساهم في إغلاق المسار التونسي بشكل شبه كامل.
وفي المقابل، أدى هذا التشدد إلى إعادة إحياء “الطريق الليبي” الذي ظل لفترات طويلة أكثر المسارات البحرية خطورة في البحر المتوسط.
ليبيا تتصدر إفريقيا باحتياطي النفط
