11 أبريل 2025

تقرير حديث صادر عن منظمة “Frontline Aids”، يكشف أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” في المملكة المغربية انخفض بنسبة 35% بين عامي 2010 و2023.

وفي المقابل، شهدت دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات، حيث سجلت جمهورية مصر العربية زيادة بنسبة 600%، ولبنان بنسبة 79%، وتونس بنسبة 59%.

وأشار التقرير إلى أن المغرب أظهر التزاماً قوياً في الوقاية من الفيروس، حيث قام بوضع استراتيجية متكاملة لمكافحة الأمراض المنقولة جنسياً، رغم التحديات التي تواجهها المناطق القروية في البلاد من حيث الوصول إلى وسائل الوقاية.

كما أكد التقرير أن “مجتمع الميم” في المغرب يعاني من الوصمة الاجتماعية والتمييز، مما يعيق وصول الأفراد إلى الخدمات الصحية اللازمة.

وعلى الرغم من التحسن في الوضع في المغرب، أوضح التقرير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، حيث سجلت المنطقة ارتفاعاً بنسبة 116% بين عامي 2010 و2023، مع أكثر من 22 ألف إصابة جديدة، وهذا يمثل نحو 1.77% من إجمالي الحالات الجديدة المسجلة عالمياً.

وبينما سجلت المنطقة تراجعاً طفيفاً بنسبة 6% في الوفيات الناجمة عن الفيروس، أظهرت بيانات التقرير تراجعاً أكبر عالمياً في الإصابات والوفيات، بنسبة 39 و51% على التوالي.

كما أشار التقرير إلى أن الإصابات ارتفعت بشكل ملحوظ بين المثليين والعاملين في مجال الجنس.

وفيما يتعلق بالتحديات في المنطقة، حذر التقرير من غياب الإرادة السياسية والتمويل غير الكافي لمكافحة فيروس الإيدز، مما ساهم في زيادة الإصابات.

وأكد أن منطقة “مينا” تواجه مستويات مرتفعة من الوصمة والتمييز ضد الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، مثل الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والمتحولين جنسياً، والعاملين في مجال الجنس، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، والأشخاص في السجون.

ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات فورية لمكافحة هذه الزيادة في الإصابات، مع ضرورة تحديث الخطط الاستراتيجية الوطنية، وتعزيز مشاركة المجتمع المدني في مكافحة الفيروس.

وأوصى بتوسيع نطاق الوقاية والعلاج، بما في ذلك تقديم خدمات العلاج الوقائي قبل الإصابة، واختبارات قياس مستوى الفيروس، وتشجيع استخدام الواقيات الذكرية.

كما طالب التقرير الأمم المتحدة بدعم المجتمع المدني في المنطقة، وزيادة مشاركته في التعاون بين الدول المختلفة والجهات الإنسانية، مشيراً إلى أهمية مراقبة مدى وفاء الحكومات بالأهداف العالمية في القضاء على الإيدز كتهديد للصحة العامة.

وفي تعليقه على نتائج التقرير، قال محمد الخماس، المسؤول عن الأنشطة الدولية في جمعية مكافحة الإيدز بالمغرب، إن “النتائج غير مفاجئة، حيث أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير”.

وأضاف أن “زيادة نسبة الإصابات في المنطقة تعود إلى التغطية المحدودة للاختبارات وغياب المعرفة الدقيقة بالفئات الأكثر تأثراً بالفيروس”.

اقرأ المزيد