في تحليل مفصل نشره موقع “وورلد بوليسي هب” الأمريكي، تم التأكيد على أهمية الانتخابات البلدية الأخيرة في ليبيا كمؤشر على القدرة الليبية لتنظيم عمليات ديمقراطية فاعلة على الرغم من الانقسامات السياسية الحادة.
وبحسب التقرير، جرت المرحلة الأولى من هذه الانتخابات في 58 بلدية ليبية، تحت ظلال ظروف سياسية معقدة تميزت بوجود حكومتين متنافستين تسيطر كل منهما على جزء من البلاد.
وتُظهر الانتخابات، رغم هذه الظروف، رغبة الشعب الليبي في الحفاظ على استمرارية المؤسسات البلدية وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
ويعتبر التقرير أن هذه الانتخابات تمثل نقطة تحول تعيد بعض الأمل للشعب الليبي في اختراق الجمود السياسي الذي يسود البلاد منذ سنوات.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب البلديات دورا حيويا في التخفيف من تأثيرات الانقسام السياسي وتعزيز الاستقرار المجتمعي من خلال تقديم الخدمات المباشرة للمواطنين.
واجهت العملية الانتخابية تحديات تشمل تفاوت المشاركة والاهتمام بين المناطق، إذ سجلت بعض المناطق نسب مشاركة مرتفعة تعكس الرغبة في التحسين، في حين عانت مناطق أخرى من إحباط وضعف في المشاركة نتيجة لنقص الخدمات.
ومن الناحية الدولية، تبعث الانتخابات رسائل إيجابية بشأن الإرادة الليبية لاستمرارية العملية الديمقراطية رغم الصعوبات، مما يعتبر مؤشرًا إيجابيًا نحو الاستقرار السياسي في المستقبل.
وتتطرق الدراسة أيضا إلى التأثيرات المحتملة لتعزيز دور السلطات المحلية وتأثير ذلك على اللامركزية في إدارة الدولة.
ويشير التقرير إلى أن الانتخابات المحلية لا تمثل حلا مباشرا للأزمة السياسية في ليبيا، ولكنها تعد فرصة مهمة لتعزيز الاستقرار المحلي وبناء الثقة بين الأطراف المختلفة، وقد تمهد الطريق لانتخابات رئاسية وتشريعية مستقبلية.
الخطوط التونسية تعلن وقف رحلاتها إلى ليبيا