05 ديسمبر 2025

اتهم تقرير فرونتكس السلطاتَ البلغارية بالتقصير في إنقاذ ثلاثة فتيان مصريين تجمّدوا حتى الموت قرب بورغاس بعد تجاهل ستة بلاغات عاجلة، وأكد أن بلغاريا كانت ملزمة بإنقاذهم، وأن الحادثة جزء من نمط إهمال متكرر بحقّ المهاجرين.

حمّل تقرير صادر عن وكالة الحدود الأوروبية فرونتكس السلطات البلغارية المسؤولية المباشرة عن وفاة ثلاثة مراهقين مصريين تجمّدوا حتى الموت في ديسمبر 2024 على الحدود البلغارية–التركية، بعد تجاهل ستة بلاغات عاجلة حذّرت من أن حياتهم في خطر.

وكان الفتية الثلاثة — علي (15 عاماً) وسمير (16 عاماً) وياسر (17 عاماً) — قد فُقدوا أثناء محاولتهم عبور الحدود بشكل غير نظامي عبر غابات تغطيها الثلوج قرب مدينة بورغاس. ووفق التقرير، تلقت السلطات البلغارية ستة إنذارات من منظمتين تطوعيتين للبحث والإنقاذ في 27 ديسمبر، تشير إلى أن المراهقين كانوا فاقدي الوعي بسبب البرد الشديد وتحتاج حالتهم إلى تدخل فوري.

وأفادت شهادات موثقة بأن فرق الإنقاذ التطوعية مُنعت من الوصول إلى مواقع البلاغات رغم دقتها، قبل أن يُعثر لاحقاً على جثث الضحايا على مسافة قصيرة من النقاط التي أُبلغ عنها، وهو ما أكدته صور ومقاطع فيديو طابقت مواقع العثور على الجثث.

وأكد تقرير فرونتكس أن السلطات البلغارية كانت ملزمة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان بالتدخل الفوري، نظراً لوجود إنذارات واضحة وصريحة بشأن خطر مباشر يهدد الحياة.

وخلص إلى أن “السلطات كانت قادرة على التحرك، لكنها فشلت في اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب”، ما أدى مباشرة إلى وفاة القُصّر.

ورفضت الوكالة الأوروبية مزاعم السلطات البلغارية بأن البلاغات احتوت “معلومات خاطئة”، معتبرة أن الادعاءات لا تبرر التقصير في واجب الإنقاذ.

وأشار التقرير إلى أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن نمط متكرر من تجاهل نداءات الاستغاثة على الحدود.

وأعرب مكتب الحقوق الأساسية في الاتحاد الأوروبي عن “قلق بالغ” إزاء تكرار هذه الانتهاكات، داعياً إلى تعزيز رقابة فرونتكس على عمليات المراقبة والإنقاذ. ويأتي ذلك في ظل تشديد إجراءات المراقبة الممولة من الاتحاد الأوروبي، والتي تزامنت مع ارتفاع حالات العنف ضد المهاجرين غير النظاميين على الحدود البلغارية–التركية.

وتجدر الإشارة إلى أن بلغاريا انضمت رسمياً إلى منطقة شنجن في 1 يناير 2025، حيث تعهّد وزير الداخلية أتاناس إيلكوف بتعزيز قدرات الشرطة على الحدود.

إلا أن تقارير حقوقية دولية تحذر من أن التشديد الأمني يتحول في كثير من الأحيان إلى إهمال أو عنف مباشر، خصوصًا بحق الأطفال والنساء.

وكان تحقيق دولي مشترك عام 2023 قد كشف عن تزايد أعداد المهاجرين الذين “يموتون دون أثر” على طريق البلقان، مؤكداً أن “العداء الذي يواجهونه في الحياة يستمر معهم حتى في الموت”.

مبلغ صادم.. منظم حفلات يكشف أجر الفنان عمرو دياب (فيديو)

اقرأ المزيد