وكالة فرونتكس الأوروبية للحدود وخفر السواحل، كشفت عن وصول أكثر من 10 آلاف مهاجر من ليبيا إلى جزيرة كريت اليونانية خلال الأشهر التسعة الماضية، وهو رقم يزيد بأكثر من أربعة أضعاف عن إجمالي المسجل العام الماضي، في مؤشر على تصاعد الضغوط على هذا المسار البحري الجديد في شرق المتوسط.
وبحسب الوكالة، فإن العدد الإجمالي للمهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي انخفض بنسبة 18% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مسجلا نحو 95 ألفا و200 شخص.
ورغم هذا التراجع العام، بقيت الضغوط مرتفعة على المسار الليبي – الكريتي، فيما احتفظ وسط البحر المتوسط بالمركز الأول كأكثر طرق الهجرة ازدحاما، مسجلا 36 ألفًا و700 عابر، بزيادة 9% مقارنة بـ 2024.
وحذرت الوكالة من أن شبكات التهريب الليبية لا تزال “منتظمة للغاية” وتستغل حالة عدم الاستقرار في البلاد، مشيرة إلى أن هذا النشاط أسهم في تنامي أعداد المهاجرين عبر الممر البحري إلى كريت.
وفي المقابل، أعلنت اليونان الشهر الماضي تعليق دراسة طلبات اللجوء المقدمة من الوافدين بالقوارب من سواحل شمال أفريقيا، وخاصة من ليبيا، لمدة ثلاثة أشهر، في خطوة وصفتها الحكومة بأنها تهدف إلى كبح تدفق المهاجرين.
وأشار وزير الهجرة اليوناني، ثانوس بليفريس، إلى تراجع أعداد الوافدين بعد بدء تنفيذ القرار، إذ انخفض العدد من 850 شخصا يوم الإعلان إلى أقل من 900 شخص في الأسابيع التالية، مقارنة بـ 2642 وافدا في الأسبوع الأول من يوليو وحده.
وقوبلت الخطوة اليونانية بانتقادات من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعدد من المنظمات الحقوقية، التي اعتبرت الإجراء انتهاكا لحقوق طالبي اللجوء، ومن جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه على اتصال مباشر مع أثينا لمتابعة تفاصيل القرار وتطبيقه.
وعلى الرغم من التراجع في بعض مسارات الهجرة، فإن المأساة الإنسانية مستمرة؛ إذ سجلت المنظمة الدولية للهجرة وفاة 947 شخصا في البحر المتوسط منذ بداية العام. كما رصدت فرونتكس ارتفاعًا بنسبة 26% في محاولات عبور القناة البحرية إلى المملكة المتحدة، مسجلة 41 ألفا و800 محاولة، مدفوعة بتحسن الطقس وتكتيكات تهريب جديدة أبرزها “المغادرة المتزامنة”.
ليبيا تنضم رسمياً للبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير
