05 ديسمبر 2025

تقرير صادر عن معهد الدراسات الأمنية الإفريقية (ISS)، حذر من تصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة غرب مالي، داعيا إلى تنسيق إقليمي عاجل بين موريتانيا ومالي والسنغال، لمنع انزلاق المنطقة نحو كارثة أمنية قد تطال الاقتصادات والبنى التحتية الحيوية في الدول الثلاث.

وأكد التقرير، الذي نشر أول أمس الخميس، أن الجماعات المسلحة، وعلى رأسها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، باتت تهدد صراحة مدينتي كايس ونيورو الواقعتين قرب الحدود مع السنغال وموريتانيا، متوعدة بفرض حصار عليهما ردا على دعم السكان المحليين للجيش المالي.

واعتبر المعهد أن أي هجوم أو حصار على هذه المدن سيؤدي إلى شلل محتمل في الممرات التجارية الحيوية بين نواكشوط، داكار، وباماكو، ويهدد أمن الطاقة في المنطقة بأسرها، لا سيما مع تمركز محطات كهرومائية استراتيجية في المنطقة، تغذي أربع دول: مالي، موريتانيا، السنغال، وغينيا.

وسلّط التقرير الضوء على مدينة كايس باعتبارها “المعبر الاقتصادي الرئيسي” الذي يربط بين مالي وجيرانها في غرب إفريقيا.

وأوضح أن الطريق الدولي الرابط بين داكار وباماكو يمثل شريانا تجاريا تمر عبره 70% من واردات مالي وصادراتها، فيما قد يؤثر أي تصعيد مسلح في المنطقة سلبا على قطاع التعدين والطاقة، وهما من أعمدة الاقتصاد المالي.

ورغم وجود آلية تنسيق أمني بين المناطق الحدودية تعود إلى عام 2007، دعا التقرير إلى توسيع نطاق التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول الثلاث، مع توصية بـ:

وإلى جانب البعد الأمني، شدد التقرير على أن استمرار الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية يشكل بيئة خصبة للتجنيد الإرهابي، خاصة في المناطق الزراعية والمعدنية بين مالي والسنغال.

وعلى الرغم من الإمكانات الغنية في المنطقة، يعاني السكان من فقر مدقع وضعف في البنى التحتية الصحية والتعليمية، وهو ما وصفه التقرير بأنه “عامل مركزي في تمدد الحركات المتطرفة”.

وأوصى التقرير بضرورة ربط التعاون بين دول المنطقة بتحالف الساحل (مالي، بوركينا فاسو، النيجر) ودمجه في إطار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS)، مع استعادة الزخم لـ عملية نواكشوط، وهي مبادرة أطلقها الاتحاد الإفريقي عام 2013 لتنسيق الجهود ضد الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.

واختتم المعهد تقريره بالتشديد على أن “الرد على هذا التصعيد لا يمكن أن يكون منفردا أو محصورا في مالي وحدها”، بل يتطلب “رؤية جماعية تشارك فيها نواكشوط وداكار كطرفين فاعلين في حفظ الاستقرار المشترك”.

التعاون الروسي الإفريقي: خطط لإنشاء مكتب مشترك لتنسيق مشاريع الطاقة

اقرأ المزيد