حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، من تفاقم الأوضاع الإنسانية للمهاجرين في ليبيا، ووصفتها بأنها “الأكثر صعوبة في شمال إفريقيا”، في ظل تزايد تدفقات اللاجئين القادمين من مناطق النزاع في السودان وشرق القارة.
وقالت بوب، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية خلال زيارتها للمغرب، إن المنظمة تتلقى شهادات متكررة عن اختطاف واحتجاز مهاجرين مقابل فدية، إضافة إلى تعرضهم للعنف وسوء المعاملة داخل الأراضي الليبية، مؤكدة أن المهاجرين هناك يعيشون في “حالة هشاشة غير مسبوقة”.
وأشارت إلى أن الطريق البحري عبر ليبيا نحو أوروبا هو الأكثر خطورة بين مسارات الهجرة في المنطقة، موضحة أن غالبية الوفيات المسجلة في البحر الأبيض المتوسط تعود لمهاجرين انطلقوا من السواحل الليبية.
وأضافت بوب أن الوضع ازداد تعقيدا مع تزايد المهاجرين الوافدين من آسيا ودول الخليج إلى جانب تدفق أعداد كبيرة من السودان، الصومال، وإريتريا، مشيرة إلى أن الحرب السودانية المستمرة منذ أبريل 2023 دفعت أكثر من 357 ألف لاجئ سوداني إلى الأراضي الليبية، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وفي الوقت نفسه، حذرت المسؤولة الأممية من تراجع الدعم الإنساني والتمويل الدولي المخصص لدول العبور مثل تشاد ومصر وتونس، مؤكدة أن نقص الموارد يجعل التعامل مع موجات الهجرة الجديدة “شبه مستحيل” في ظل الإمكانات المحدودة المتاحة للمنظمات الإنسانية.
وفي معرض حديثها عن الأوضاع في تونس، لفتت بوب إلى أن مدينة صفاقس باتت تشهد اكتظاظا كبيرا بالمهاجرين، يفوق قدرات الاستيعاب والمساعدة، وأن كثيرا منهم استنفد مدخراته قبل الوصول، مشيرة إلى أن المنظمة تعمل على تشجيع العودة الطوعية لمن يرغب في ذلك.
وختمت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة بتأكيد الحاجة إلى مقاربة شاملة لمعالجة ملف الهجرة، تقوم على التعاون بين دول الجنوب والتنمية المستدامة، إلى جانب توفير مسارات قانونية وآمنة للهجرة كبديل عن شبكات التهريب والاستغلال.
وتقدر السلطات الليبية أن ما بين 3 و4 ملايين شخص دخلوا البلاد بطرق غير قانونية، في ظل استمرار حالة الانفلات الأمني منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، الأمر الذي أتاح للمهربين وتجار البشر توسيع شبكاتهم عبر مناطق الجنوب والساحل.
مساعي أميركية لتعزيز التعاون الأمني مع الشرق الليبي
