في ظل تنوع الثقافات الإفريقية، تبرز تقاليد الحداد بأشكالها المختلفة التي تعكس الاحترام العميق والتكريم للمتوفين، وتختلف الطقوس من بلد لآخر معبرة عن عمق الروابط الاجتماعية والثقافية.
وتتجلى في إفريقيا، هذه المراسم بطقوس مميزة تحمل في طياتها مزيجا من الحزن والتقدير للموتى، وتتضمن الأدعية والأغاني والرقصات والرثاء، بما يعكس تقدير المجتمع للفقيد.
وتمثل هذه الطقوس من جنوب الصحراء الكبرى إلى غرب وجنوب القارة، جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية، حيث يتم الاحتفاء بالميت وتكريمه وفقا لعادات تعبر عن الإيمان بالحياة بعد الموت وتعايش الثقافات مع فكرة الفقد والرحيل.
وفي نيجيريا وغانا، تأخذ جنازات الموتى شكل احتفالات فخمة تستمر عدة أيام، يُدعى إليها جميع أفراد القرية أو البلدة، ويتخللها حل الخلافات العائلية، خصوصا حول الميراث.
أما في جنوب القارة، فتحمل الجنازات طابعا روحانيا مميزا، حيث يُغسل الجثمان بطريقة تشبه غسل جسد حديث الولادة، في إشارة إلى إعادة ولادة المتوفى في حياة أخرى.
ولا تقتصر الطقوس على الحزن فحسب، بل تشمل أيضا التباهي بنعوش مزينة بأشكال تعبر عن شخصية وحياة المتوفى، كما هو الحال في غانا حيث تُصمم النعوش لتمثل هوايات الفقيد أو مهنته.
وهذه العادات، رغم غرابتها للبعض، تعبر عن عمق العلاقة بين الأحياء والأموات وتعكس القيمة الاجتماعية للعائلة.
ومع التطورات الاجتماعية والاقتصادية، أصبح تنظيم هذه الجنازات يمثل تحديا ماديا كبيرا للعديد من العائلات، وأدى إلى ظهور سوق مزدهر لشركات تنظيم الجنازات التي تقدم خدمات متنوعة، بما في ذلك توفير معزين محترفين.
نمو التجارة البينية الأفريقية بنسبة 7.2% في 2023 رغم التحديات العالمية