05 ديسمبر 2025

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية أن القاهرة وتل أبيب تتجهان نحو إعادة تفعيل قنوات الاتصال الدبلوماسي بعد وقف الحرب على غزة، في إطار مساع لتطبيع العلاقات بين الجانبين، لكن ضمن شروط وضوابط أمنية مصرية صارمة تتعلق بانتشار القوات على الحدود.

ووفقا لمصادر مصرية نقلت عنها الصحيفة، فإن استئناف الاتصالات الرسمية يبدأ الأسبوع المقبل، غير أن القاهرة اشترطت أن يلتزم الجانب الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، وألا يعاود عملياته العسكرية في القطاع، كما طالبت بإعادة فتح معبر رفح خلال الأيام القليلة المقبلة لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأكدت المصادر أن أي انخراط سياسي مصري أوسع لن يتم قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، في ظل غياب حكومة قادرة على اتخاذ قرارات جوهرية تتعلق بمسار “حل الدولتين”، الذي تعتبره القاهرة أساسا لأي تسوية دائمة.

وأضافت الصحيفة أن الموقف المصري الجديد يرتبط مباشرة بملف المساعدات الإنسانية واستمرار الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من داخل القطاع، مشيرة إلى أن القوات المصرية المنتشرة على الشريط الحدودي لن تنسحب بالكامل، بل ستعيد تموضعها بالتزامن مع تراجع القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا وحتى حدود غزة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري مصري قوله إن الترتيبات الجارية “لن تعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل حرب غزة ولا إلى نصوص كامب ديفيد بحذافيرها”، موضحا أن القاهرة ترى في الأوضاع الحالية “ضرورة لتعزيز الحضور العسكري في مناطق معينة لحماية الأمن القومي المصري من التهديدات القادمة من القطاع”.

وأشار المسؤول ذاته إلى أن المفاوضات الأخيرة أظهرت تفهما أمريكيا للموقف المصري، خاصة في ما يتعلق بمخاطر انتشار السلاح داخل غزة على استقرار الحدود المشتركة، مؤكّدًا أن واشنطن لا تبدي اعتراضا على استمرار الوجود العسكري المصري في تلك المنطقة الحساسة.

وبحسب الصحيفة، فإن القاهرة تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين التزاماتها الأمنية بموجب اتفاقية كامب ديفيد وبين متطلبات الأمن الميداني، في ظل واقع جديد فرضته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.

مصر تحذر من تداعيات السياسات الأحادية لتعلية سد النهضة

اقرأ المزيد