ما زالت جريمة “الصاروخ الكهربائي” التي هزت محافظة الإسماعيلية تثير موجة من الصدمة والغضب في الشارع المصري، بعدما كشفت مصلحة الطب الشرعي عن تفاصيل جديدة تتعلق بالحادثة المروّعة التي راح ضحيتها طفل صغير على يد زميله البالغ من العمر 13 عاما.
ووفقا للتقرير الرسمي الصادر عن الطب الشرعي، فقد نفيت تماما صحة الشائعات التي تحدثت عن وجود علاقة غير شرعية أو سلوكيات شاذة بين الطفلين، مؤكدا أن الفحص الطبي الشامل للمتهم لم يُظهر أي مؤشرات أو آثار جسدية تشير إلى مثل تلك الادعاءات.
وفي إطار التحقيقات المستمرة، اصطحبت الجهات الأمنية الطفل المتهم، المعروف باسم يوسف، إلى موقع الجريمة للمرة الثانية وسط إجراءات أمنية مشددة، وذلك بهدف إعادة تمثيل الوقائع والبحث عن أي أدلة إضافية قد تساعد في تحديد ظروف الجريمة بدقة، أو الكشف عن احتمال تورط أشخاص آخرين.
كما أمرت النيابة العامة بإجراء تحريات موسّعة حول والد الطفل المتهم، للتأكد من مدى علاقته بالحادثة وما إذا كان له أي دور مباشر أو غير مباشر في الجريمة.
وكانت النيابة قد أصدرت سابقا قرارا بإيداع الطفل في مركز رعاية لمدة 15 يوما قابلة للتجديد، في انتظار اكتمال ملف التحقيق تمهيدا لإحالته إلى القضاء وفق الإجراءات القانونية المخصصة للأحداث.
والقضية التي باتت تعرف إعلاميا باسم “جريمة الصاروخ الكهربائي” بدأت حين عثرت أجهزة الأمن في الإسماعيلية على أشلاء بشرية لطفل ملقاة في مواقع متفرقة من المدينة. وبعد تحريات مكثفة، تبين أن القاتل ليس سوى زميل المجني عليه في المدرسة.
وخلال التحقيق، اعترف المتهم “يوسف” بارتكاب الجريمة بتفاصيل صادمة، موضحًا أنه استلهم الطريقة من أحد الأفلام الأجنبية التي شاهدها مؤخرا.
وقال إنه استدرج زميله إلى منطقة المحطة الجديدة، واعتدى عليه بعصا خشبية على الرأس حتى فارق الحياة، ثم استخدم منشارا كهربائيا لتقطيع الجثمان إلى أجزاء صغيرة كي يتمكن من نقله داخل حقيبته المدرسية، قبل أن يلقي الأشلاء قرب أحد المراكز التجارية الكبرى لإخفاء معالم الجريمة.
وأثارت الواقعة حالة من الذهول المجتمعي لما تحمله من قسوة غير مسبوقة، خاصة مع صغر سن الجاني وضحاياه، حيث اعتبرها متخصصون في علم النفس مؤشرا خطيرا على تأثير المحتوى العنيف في وسائل الإعلام على سلوك المراهقين.
وطالب حقوقيون بضرورة مراجعة السياسات الإعلامية والتعليمية، وتكثيف برامج التوعية الأسرية والنفسية داخل المدارس لحماية الأطفال من الانزلاق نحو السلوك الإجرامي أو التقليد الأعمى للمشاهد الدموية المنتشرة على الإنترنت.
وتحولت الجريمة إلى قضية رأي عام في مصر فتحت نقاشا واسعا حول مسؤولية المجتمع تجاه أبنائه، وضرورة تطوير منظومة التعامل مع الأحداث في القانون، بما يضمن الموازنة بين المحاسبة والتهذيب النفسي.
محادثات تركية-مصرية في أنقرة لدعم استقرار ليبيا
