05 ديسمبر 2025

رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلنت فجر اليوم الجمعة أن الحكومة صدّقت رسمياً على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة وإعادة المحتجزين.

وأفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ فوراً بعد موافقة الحكومة على الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد أيام من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بمدينة شرم الشيخ المصرية، وبمشاركة وفود من قطر وتركيا ومصر وبرعاية أمريكية.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الحكومة وافقت على الخطوط العريضة لإطلاق سراح جميع الرهائن، رغم أن الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش صوتا ضد المقترح.

وأوضح نتنياهو أن التقدم الحاصل لم يكن ليتحقق دون “المساعدة الاستثنائية” التي قدمها الرئيس الأمريكي وفريقه، موجهاً شكره الخاص لمبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذين بذلا ساعات عمل طويلة لضمان نجاح الاتفاق.

وأكد أن هذه المساعي تصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، وكذلك “الشرفاء في كل مكان”، بهدف لمّ شمل العائلات مع أحبائها.

ويتضمن المقترح وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عدة بنود أساسية، تشمل وقفاً فورياً للعمليات العسكرية، انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخطوط المتفق عليها ضمن الخرائط خلال 24 ساعة من موافقة الحكومة، مع تعليق عمليات المراقبة الجوية فوق المناطق التي انسحب منها الجيش، كما سيتم البدء الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية، بما يتوافق مع اتفاقية 19 يناير كحد أدنى.

كما ينص المقترح على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، الأحياء منهم والأموات، خلال 72 ساعة من بدء الانسحاب، على أن يتم الإفراج في الوقت نفسه عن عدد مماثل من الأسرى الفلسطينيين وفق القوائم المتفق عليها، وسيشرف على متابعة التنفيذ فريق عمل دولي يضم ممثلين عن أمريكا وقطر ومصر وتركيا ودول أخرى.

ويقدر عدد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة بـ 48 أسيراً، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 11 ألف فلسطيني، يعانون ظروفاً قاسية، وقد استشهد عدد منهم بسبب الإهمال والتعذيب، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأكد الخبراء أن نجاح التوصل إلى الاتفاق يعكس الدور المصري المركزي في إدارة الأزمة منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023، مع التزام القاهرة بحماية المدنيين ووقف العدوان، وصولاً إلى اتفاق المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وثمن الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، الجهد الكبير للقيادة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكداً أن الاتفاق يمثل إنجازاً دبلوماسياً مهماً وتتويجاً لجهود مصر المستمرة على مدار عامين، خصوصاً في التعامل مع الأطراف المؤثرة، بما في ذلك الولايات المتحدة.

كما أوضح الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، أن اتفاق شرم الشيخ لم يكن وليد لحظة طارئة، بل تتويج لمسار طويل من الجهد المصري المتراكم، مؤكداً أن مصر حولت الصدام إلى حوار والجمود إلى مسار قابل للحياة، واستطاعت بفضل دبلوماسيتها الهادئة وموقعها الاستراتيجي وإدارتها الدقيقة للأزمات، أن تمنح للسلام معنى واقعياً وفعلياً بعد عامين من المعاناة.

وأشار عمران إلى أن الدبلوماسية المصرية لم تكن ساعية إلى مكاسب إعلامية أو سياسية، بل اعتمدت على بناء الثقة مع الأطراف كافة، وتحقيق السلام كمصلحة مشتركة، مؤكّداً أن الدور المصري كان مسؤولية تاريخية لا يملك سواها أن يتحملها.

إيناس الدغيدي تكشف عن تجربتها في المساكنة قبل الزواج

اقرأ المزيد