05 ديسمبر 2025

جهود المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، تعثرت مجددا، في انتخاب رئيس جديد له، بعد فشل الجلسة المقررة، أمس السبت، نتيجة غياب النصاب القانوني، رغم تسجيل حضور 91 عضوا من أصل 135، ما يعكس عمق الانقسام السياسي الذي يعصف بالمؤسسة التشريعية منذ أكثر من عام.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن الجلسة التي كان من المفترض أن تخصص لبدء عملية الاقتراع، لم تعقد رسميا بسبب عدم استيفاء العدد اللازم قانونيا، في ظل استمرار الخلافات بين المعسكرين المتنازعين داخل المجلس.

وتعود جذور الأزمة إلى أغسطس 2024، عندما أفضت جولة انتخابية متقاربة إلى فوز خالد المشري بـ69 صوتا مقابل 68 صوتا لمنافسه محمد تكالة، إلا أن خطأ في ورقة اقتراع واحدة فجّر طعنا قانونيا، قُدّم من قبل تكالة، وأدى لاحقا إلى صدور حكم من محكمة جنوب طرابلس يقضي بإلغاء النتيجة.

ورغم رفض المشري للحكم واعتباره “سياسيا”، مضى تكالة في عقد جلسة موازية في نوفمبر من العام ذاته، حضرها عدد محدود من الأعضاء دون تحقيق النصاب الكامل، وأعلن نفسه رئيسا للمجلس، في خطوة أثارت جدلا دستوريا واسعا ولم تحسم قانونيا حتى اليوم، بعد أن قضت المحكمة العليا بعدم اختصاص المحكمة الابتدائية بالنظر في القضية دون البت في جوهرها.

وتسبب هذا الانقسام في شلل شبه تام داخل المجلس، وأعاق انعقاد جلسات عديدة، كما انعكس سلبا على دور المجلس في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

ووسط هذه الفوضى، اتهم المشري حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، بالتدخل في شؤون المجلس ومحاولة التأثير على توازناته، بينما امتنع تكالة عن التعليق على تلك الاتهامات.

 

تقرير: ليبيا والمغرب أبرز أسواق الصادرات التركية في شمال إفريقيا

اقرأ المزيد