فشلت المشاورات التي جرت في جدة بين الحكومة السودانية والمسؤولين الأمريكيين في التوصل إلى تفاهمات تُمهد لمشاركة السودان في المحادثات المقبلة المقرر عقدها في جنيف في 14 أغسطس.
وكانت هذه المفاوضات تهدف إلى وضع أسس لحل النزاع المسلح الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأعلن الوفد السوداني، الذي ترأسه وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن انتهاء المشاورات دون التوصل إلى اتفاق حول كيفية مشاركة الحكومة السودانية في المحادثات.
ويعود السبب الرئيسي وراء هذا الفشل إلى إصرار الطرف الأمريكي على أن يكون الوفد السوداني ممثلاً للجيش فقط، وليس لجميع مكونات الحكومة السودانية، وهو ما رفضه الجانب السوداني.
وأكدت مصادر مقربة من المفاوضات أن وفد الحكومة السودانية قدم مطالب واضحة تتعلق بتنفيذ اتفاق جدة الموقع في مايو 2023، بالإضافة إلى رفض تمثيل أفراد غير عسكريين في المحادثات مع قوات الدعم السريع، إلا أن هذه المطالب لم تلقَ الاستجابة المطلوبة من الجانب الأمريكي.
ورغم عدم تفاؤل الحكومة السودانية بنجاح المحادثات، إلا أنها وافقت على المشاورات الأولية مع الأمريكيين كخطوة استكشافية، مع توقعات بتواصل على مستوى أعلى بين القيادة السودانية والإدارة الأمريكية في الأيام المقبلة لمحاولة سد الفجوات التي ظهرت خلال المشاورات الأخيرة.
في المقابل، أكدت قوات الدعم السريع نيتها المشاركة في محادثات جنيف بنفس وفدها المفاوض الذي شارك في محادثات جدة السابقة، دون إجراء أي تغييرات.
الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد دعت طرفي النزاع السوداني للمشاركة في مفاوضات جديدة في سويسرا، بمشاركة السعودية وتحت رقابة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والإمارات ومصر.
يُذكر أن السودان يشهد حرباً أهلية مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا وتشريد مئات الآلاف من السكان، بالإضافة إلى دمار واسع في البلاد.
مصر تستقبل مئات اللاجئين السودانيين يوميا وسط ضغوط على مواردها