05 ديسمبر 2025

تظاهر العشرات في الرباط مطالبين بالإفراج عن المعتقلين في حركة “جيل زاد 212″، حيث يُحتجز حوالي 600 شخص بانتظار المحاكمة، وتعهدت الحكومة بتخصيص أموال لتحسين التعليم والرعاية الصحية، استجابةً للاحتجاجات.

خرج العشرات من المحتجين في العاصمة المغربية الرباط يوم السبت، للمطالبة بالإفراج عن الأشخاص الذين تم توقيفهم خلال التحركات الاحتجاجية التي نظمتها حركة “جيل زاد 212″، في وقت بدا أن زخم هذه الحركة الاحتجاجية يشهد تراجعاً ملحوظاً بعد انطلاقتها المطالبة بإصلاحات اجتماعية وسياسية في نهاية شهر سبتمبر الماضي.

وكشفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن احتجاز ما يقارب 600 شخص، بينهم قاصرون، رهن الاحتجاز في انتظار محاكمتهم بتهمة الانضمام إلى الحركة.

ورفع المحتجون في تظاهرة السبت شعارات تضامنية، هاتفين “أيها المعتقلون، ابقوا أقوياء، سنواصل النضال”، في مؤشر على استمرار الدعم الشعبي للحركة رغم تراجع حدة الاحتجاجات.

جاءت هذه التظاهرة في أعقاب الخطاب الملكي للأسبوع الماضي، الذي لم يشر مباشرة إلى الحركة الاحتجاجية، لكنه تضمن دعوة ملكية واضحة للحكومة للعمل على تحسين جودة التعليم العام والرعاية الصحية، وهما المطلبان الأساسيان اللذان رفعتهما الحركة منذ انطلاقتها.

ويعود أصل نشأة الحركة إلى منتصف سبتمبر الماضي، عندما انطلقت مناقشات على منصة “ديسكورد” الإلكترونية حول مشاكل القطاعين الصحي والتعليمي، وذلك في أعقاب حادثة مأساوية راح ضحيتها ثماني نساء حوامل في مستشفى عمومي بمدينة أكادير جنوب المغرب.

وفي تطور قضائي مهم، أصدرت المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء يوم الخميس الماضي حكماً بالسجن النافذ لمدة عام واحد في حق شاب تم توقيفه عقب مشاركته في مظاهرة للحركة.

ووفقاً لمحامي الشاب، فقد وجهت إليه تهم “إهانة الضابطة القضائية عبر الإدلاء ببيانات كاذبة” و”المشاركة في تظاهرة غير مرخصة”، ووصف المحامي الحكم بأنه “قاسٍ”، معرباً عن نيته الطعن فيه أمام محكمة الاستئناف.

من جانبها، أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية نادية فتاح العلوي في وقت سابق من هذا الأسبوع، على هامش مشاركتها في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بواشنطن، أن الحكومة ستعدل موزانتها المقبلة لإعطاء أولوية واضحة للإنفاق على قطاعي الصحة والتعليم، مع تخصيص أموال إضافية للحد من التفاوتات الاجتماعية والمجالية.

وأشارت الوزيرة إلى أن “ما سمعناه من احتجاجات الشباب هو أنهم يطالبون بتعليم وصحة أفضل”، معترفة بأن الحكومة تنفق حالياً أقل بقليل من 9% من الناتج المحلي الإجمالي على هذين القطاعين الحيويين.

وأوضحت العلوي أن هناك مجالاً في الموازنة القادمة لإعادة ترتيب أولويات المشاريع، مثل تطوير المستشفيات المحلية وتشغيلها بكفاءة، مما يخفف من معاناة المواطنين الذين يضطرون حالياً للسفر لمسافات طويلة لتلقي العلاج.

وشددت على أن “الحكومة ستُعيد تخصيص الأموال لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل وسريعة، لأن الناس لا يمكنهم انتظار حدوث الإصلاحات الطويلة الأمد”، مع توقع أن تُعرض تفاصيل الموازنة على البرلمان للمناقشة بعد أواخر أكتوبر القادم.

وتأتي هذه التحركات في سياق معاناة فئة الشباب والنساء بشكل خاص من ارتفاع معدلات البطالة والتفاوت في جودة الخدمات بين القطاعين العام والخاص، حيث لا تزال الفوارق الاجتماعية والمجالية تمثل معضلة رئيسية في المغرب.

ووفقاً لأحدث المعطيات الرسمية، سجلت سبع ولايات من أصل اثنتي عشرة ولاية معدلات نمو اقتصادي أدنى من المعدل الوطني البالغ 3.7% خلال العام 2023، مما يبرز حجم التحديات التنموية التي تواجهها مختلف مقاطعات المملكة.

المغرب يصعد في خارطة السياحة البريطانية

اقرأ المزيد