05 ديسمبر 2025

إحصاء أوردته مصادر صحيفة مغربية عن أعداد المواطنين المغاربة العالقين والمحتجزين في كل من سوريا والعراق، مع الإشارة إلى تطورات جديدة يشهدها هذا الملف في أعقاب تغيّر القيادة السورية واستئناف العلاقات بين الرباط ودمشق.

ووفق أحدث إحصائيات التنسيقية الوطنية للعالقين والمحتجزين بسوريا والعراق، فإن 31 طفلاً يتيماً مغربياً لا يزالون عالقين في مناطق تسيطر عليها القوات الكردية شمال شرق سوريا، إلى جانب 292 طفلاً آخرين برفقة أمهاتهم، كما أحصت التنسيقية 135 رجلاً و103 نساء يحملون الجنسية المغربية، ممن كانوا محتجزين في سجون أو مخيمات تقع تحت سيطرة تلك القوات.

وفي تصريح صحفي ، أوضحت التنسيقية أن ملف المغاربة العالقين في سوريا يشهد تحركاً سياسياً نوعياً بعد تغيير القيادة السورية، مشيرة إلى أن هناك إحصاءً جارياً للمحتجزين من أجل التمهيد لتسليمهم إلى بلدهم.

وكان هذا الملف قد عرف تعثّراً طيلة سنوات، بسبب رفض الدبلوماسية المغربية التفاوض بشكل مباشر مع القوات الكردية التي تشترط في المقابل التعامل مع حكومات الدول المعنية من أجل إعادة رعاياها، وهو ما حدث بالفعل في حالتي فرنسا وبلجيكا، لكن، بحسب نفس المصدر، فإن الوضع بات مختلفاً في الوقت الراهن مع انطلاق حوار رسمي بين الرباط ودمشق، في إطار خطوات متسارعة تهدف إلى تسوية هذا الملف الشائك.

ويأتي هذا التطور بعد أن شهدت العلاقات المغربية السورية انفراجاً مهماً تُرجم بإعلان السلطات السورية إغلاق مكتب جبهة البوليساريو في دمشق، وإعلان المغرب إعادة فتح سفارته في سوريا التي ظلت مغلقة منذ عام 2012 على خلفية الأزمة السورية.

وتجدر الإشارة إلى أن ملفات المغاربة العالقين، سواء من الرجال أو النساء أو الأطفال، ليست مقتصرة على سوريا والعراق فقط، بل تمتد إلى تركيا أيضاً، حيث تتسم هذه القضايا بتعقيد كبير نظراً لما تتطلبه من إجراءات دقيقة لتحديد مدى الخطورة الأمنية التي قد يشكلها هؤلاء الأشخاص عند عودتهم إلى البلاد.

وفي وقت سابق، اعتبر الباحث المغربي محمد عبد الوهاب رفيقي في تصريح صحفي أن السياق الإقليمي والدولي، إلى جانب المستجدات في الساحة السورية، يجعل من اللحظة الراهنة فرصة مناسبة أكثر من أي وقت مضى لحل هذا الملف، الذي وصفه بأنه ظل معلقاً سنوات طويلة بفعل تعقيداته الأمنية والسياسية.

ومن جهته، صرح عبد العزيز البقالي، منسق التنسيقية المغربية للعالقين في سوريا والعراق، أن العائلات لا تطالب بحلول شاملة وفورية، بل بإطلاق خطوات تدريجية تبدأ على الأقل بترحيل النساء والأطفال، مع مواصلة العمل لاحقاً على معالجة بقية الحالات بشكل منهجي ومسؤول.

الجزائر تتعهد بالرد على “استفزازات” المغرب

اقرأ المزيد