تطبيق قانون الإيجار القديم في مصر أحدث صدمة واسعة مع مطلع ديسمبر، بعدما تحولت الزيادات الإيجارية الناتجة عن تقسيم وتصنيف المناطق إلى نقاشات محتدمة في الأحياء، أنهت هدوء الشارع السكني وأثارت جدلاً مجتمعياً واسعاً.
وكشفت الرسائل المتداولة بين السكان حالة ارتباك واسعة، إذ تساءل البعض عمّن كان يدفع ألف جنيه وأصبح مطالباً بثلاثة آلاف، فيما فوجئ آخرون بأرقام لم تكن في الحسبان، في مشهد عكس صدمة حقيقية لدى شريحة كبيرة من المستأجرين.
ومع إعلان لجان الحصر والانتهاء من تصنيف المناطق، عاش المستأجرون حالة من الترقب والقلق بانتظار تحديد مصيرهم، ففي المناطق المتوسطة، ساد اعتقاد بأن الزيادة لن تتجاوز 400 جنيه، غير أن المفاجأة جاءت قاسية حين تلقى عدد منهم خطابات من الملاك تفيد بزيادات وصلت إلى أربعة آلاف جنيه شهرياً.
وأما في المناطق الاقتصادية، فقد كانت الصدمة أشد وطأة، إذ تحوّل إيجار 100 جنيه إلى ألف جنيه، وقفز إيجار 300 جنيه إلى ثلاثة آلاف جنيه، وهي زيادات وصفها المستأجرون بأنها لا تتناسب مع مستويات الدخول ولا تعكس واقعهم المعيشي.
ويصف متضررون ما يجري بأنه حالة من الارتباك القانوني والإداري، معتبرين أن تطبيق الزيادات تم من دون تمهيد كافٍ أو شرح تفصيلي لآليات التسعير، ما فتح الباب لاجتهادات متفاوتة من جانب الملاك، وأدى إلى تضارب في القيم المفروضة.
في الشوارع والأحياء، تصاعدت النقاشات بين الأطراف المعنية، حيث بدأ بعض المستأجرين التفكير في اللجوء إلى القضاء، فيما حاول آخرون التفاوض بوسائل تقليدية لم تعد مجدية، في مقابل رؤية الملاك الذين يعتبرون هذه الزيادات تصحيحاً متأخراً لاختلال تاريخي استمر لعقود.
ولم تعد الأزمة ذات طابع قانوني فقط، بل اكتسبت أبعاداً اجتماعية واقتصادية أوسع، مع تصاعد المخاوف من زيادة الأعباء على الطبقة المتوسطة، وارتفاع وتيرة النزاعات القضائية بين الملاك والمستأجرين.
وسط هذا المشهد المعقّد، يبقى التساؤل مطروحاً حول طبيعة تدخل الحكومة المصرية في المرحلة المقبلة، وكيفية احتواء تداعيات الأزمة، وضمان تحقيق توازن عادل بين حقوق الملاك وقدرة المستأجرين على تحمّل الزيادات الجديدة.
مصر تعلن استراتيجية طموحة لزيادة الحركة السياحية
