السودان يشهد تصعيداً عسكرياً مع هجمات بالطائرات المسيرة على الخرطوم ودارفور، وهجمات مليشيات الدعم السريع على كردفان والفاشر، وسط مباحثات وزير الخارجية في واشنطن ورفض مجلس السيادة لأي مفاوضات مع المتمردين.
وأفادت مصادر إعلامية بأن الجيش السوداني استهدف طائرة شحن في مطار نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، كانت تحمل إمدادات لقوات الدعم السريع.
كما تصدت المضادات الأرضية وأنظمة الدفاع الجوي لمسيرات حاولت استهداف مطار الخرطوم الدولي لليوم الرابع على التوالي، وذلك بعد إعلان سلطة الطيران المدني إعادة تشغيل المطار.
وشهدت مدينة بارا بولاية شمال كردفان هجوماً جديداً من مليشيات الدعم السريع، فيما تصدت قوات الجيش لمسيرات هجومية في الدمازين بإقليم النيل الأزرق، وألحقت الأخيرة أضراراً بمحطة كهرباء محلية، وأكدت فرق الكهرباء أن التقييم الفني للأضرار جارٍ وستعلن مواعيد استئناف الخدمة فور انتهاء التقييم.
وفي سياق العمليات العسكرية، أعلن الجيش السوداني صدّ هجوم جديد شنته مليشيات الدعم السريع على الفاشر من عدة محاور، مستخدمة مشاة ومركبات قتالية ومدرعات، بمساندة مقاتلين أجانب من دول مثل كولومبيا وتشاد وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى، تحت غطاء القصف المدفعي والطائرات المسيرة.
وأكد الجيش تكبيد المليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، واستعادة عدد من المركبات المدمرة، فيما فرّ المهاجمون إلى خارج المدينة، محققاً انتصاراً وصفته القوات بأنه رقم 266 في سلسلة انتصاراتها.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يقوم وزير الخارجية محيي الدين سالم بزيارة رسمية إلى واشنطن لمناقشة دعم السلام وتعزيز التعاون الاقتصادي والإنساني مع الولايات المتحدة، في حين نفى مجلس السيادة السوداني أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع المتمردين، مؤكداً التزام الدولة بالحل الوطني الذي يحفظ سيادتها ووحدتها واستقرارها.
وفي الجانب الإنساني، تعاني مدينة الفاشر من حصار محكم منذ منتصف العام الماضي، ما أدى إلى أزمة غذائية حادة ونقص حاد في الخدمات الصحية، وفق شبكة أطباء السودان. وأكدت الناطقة باسم الشبكة د. رزان المهدي أن ما لا يقل عن ثلاثة أطفال يفقدون حياتهم يومياً بسبب سوء التغذية والأمراض، محذرة من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل استمرار الحصار وغياب أي ممرات آمنة لإيصال المساعدات.
كما أعرب ناشطو المدينة عن استيائهم من البطء في استجابة الجهات الرسمية، مؤكدين أن المدنيين بحاجة ماسة لممرات آمنة وإغاثة عاجلة لتجنب مزيد من الخسائر البشرية.
وبينما تستمر المعارك وتتكثف الهجمات، يظل الوضع الإنساني في الفاشر يمثل اختباراً قاسياً لقدرة الدولة والمجتمع الدولي على حماية المدنيين وتقديم المساعدة لهم.
السودان ينفي تقارير المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور
