أثار تصريح السفير التركي في الجزائر، حول أن “5 إلى 20% من الجزائريين ذوي أصول تركية”، جدلاً واسعاً، ورغم الروابط الثقافية بين البلدين، أكّد المؤرخون غياب إحصائيات دقيقة تؤيد هذا الادعاء.
زعم السفير التركي في الجزائر، محمد مجاهد كوتشوك يلماز، أن “ما بين 5 إلى 20 بالمئة من الجزائريين ذوو أصول تركية”، وذلك خلال مقابلة مع وكالة الأناضول التركية.
جاءت تصريحات السفير في سياق حديثه عن العلاقات الجزائرية-التركية، حيث استشهد بألقاب عائلات جزائرية مثل “قارة” و”تلجي” و”صاري”، مشيراً إلى أن هذه الأسماء تدل على أصول تركية، كما ذكر أن القائد التاريخي أحمد باي الذي قاوم الاستعمار الفرنسي كان من أصول تركية.
ولم تمر التصريحات مرور الكرام، حيث انتشرت على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر، وسط انتقادات لاستخدام ملف الهوية الذي يعتبر حساساً في البلاد.
ومن جهته، أوضح المؤرخ عبد الحق شيخي أن “الوجود العثماني في الجزائر بدأ سنة 1516 بدعوة من السكان لطرد الاحتلال الإسباني”، مشيراً إلى أن “هناك روابط ثقافية واجتماعية قوية بين البلدين تتجلى في المأكولات التقليدية مثل البقلاوة والغريبية، وكذلك في العادات والموسيقى”.
لكنه نفى في المقابل وجود إحصاءات دقيقة حول نسبة الجزائريين من أصول تركية، قائلاً: “الحديث عن نسبة معينة غير علمي في ظل غياب دراسات وأبحاث عميقة”.
وبدوره، أشار المختص الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي إلى أن “الجزائريين ورثوا عن العهد العثماني العديد من العادات الاجتماعية والألقاب والأطباق”، مذكراً بأن “الوجود العثماني استمر ثلاثة قرون وكان له تأثير ثقافي واجتماعي واضح”.
ويذكر أن الوجود العثماني في الجزائر استمر من 1516 إلى 1830، عندما غزت فرنسا البلاد وأنهت الحكم العثماني. وقد خلف هذا الوجود تأثيرات ثقافية واجتماعية لا تزال واضحة في بعض المظاهر الحياتية في الجزائر، رغم حساسية موضوع الهوية في البلاد.
الجزائر وتونس تدعمان حل الأزمة الليبية دون تدخلات خارجية
