08 يناير 2025

تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أشار فيها إلى عدم شكر دول الساحل لفرنسا على دعمها العسكري في مكافحة الإرهاب، تثير موجة استنكار شديدة من كل من تشاد والسنغال.

وجاءت تصريحاته خلال الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا، حيث قال ماكرون: “كنا محقين في تدخلنا العسكري بمنطقة الساحل منذ عام 2013، لكن القادة الأفارقة نسوا أن يقولوا شكراً”، مضيفاً أن هذا الدعم الفرنسي كان سبباً في بقاء العديد من القادة الأفارقة في الحكم.

ولاقت هذه التصريحات استياء واسعاً، حيث اعتبرتها تشاد والسنغال تعبيراً عن “ازدراء” تجاه إفريقيا وشعوبها، وفي نجامينا، أصدر وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله بياناً أعرب فيه عن “قلق عميق” تجاه ما وصفه بتصريحات تنم عن قلة احترام لسيادة الشعوب الإفريقية.

وقال الوزير إن تشاد لا تعاني من مشكلة مع فرنسا كدولة، لكن “القادة الفرنسيين بحاجة إلى تعلم احترام الشعب الإفريقي”، مشدداً على تطلع تشاد إلى “سيادة كاملة واستقلال حقيقي”.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر بين فرنسا ودول الساحل، حيث سبق أن ألغت تشاد الاتفاقيات العسكرية التي كانت تربطها بفرنسا في نوفمبر الماضي، في خطوة تشير إلى تزايد مطالب الدول الإفريقية بالاستقلال عن القوة الاستعمارية السابقة.

وفي السنغال، ندد رئيس الوزراء عثمان سونكو بتصريحات ماكرون، مشيراً إلى أن فرنسا “مدينة” للجنود الأفارقة الذين ساهموا في تحريرها خلال الحرب العالمية الثانية.

واعتبر سونكو أن ماكرون “أخطأ” في ادعائه بأن قرار انسحاب القوات الفرنسية من إفريقيا تم بالتنسيق مع الدول المعنية، وقال إن “القرار السنغالي بإنهاء أي وجود عسكري فرنسي على أراضيها خلال العام الجاري هو قرار سيادي بحت، ولم يكن نتيجة لأي مفاوضات”.

وهاجم سونكو أيضاً ماكرون بسبب ما وصفه بتهمة “الجحود” التي وجهها للقادة الأفارقة، مؤكداً أن فرنسا لم تكن ضامناً لأمن إفريقيا بل على العكس، ساهمت في زعزعة استقرار بعض الدول، مثل ليبيا، مما تسبب في عواقب وخيمة على منطقة الساحل بأسرها.

يذكر أن تصاعد الانتقادات ضد فرنسا في إفريقيا يأتي في وقت تجد فيه باريس نفسها مضطرة لسحب قواتها من دول عدة بعد تزايد الضغوط الشعبية والسياسية في تلك الدول، ما يعكس تحولاً كبيراً في العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة، التي باتت تطالب بصوت أعلى بالسيادة الكاملة والابتعاد عن النفوذ الفرنسي.

السودان.. 20 ألف شخص ينزحون من بيوتهم كل يوم

اقرأ المزيد