أثارت تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد الأخيرة جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية، بعدما لجأ إلى أبيات شعرية من التراث العربي لانتقاد ما وصفه بمحاولات “تأجيج الفوضى” في البلاد، في إشارة إلى احتجاجات تشهدها محافظة قابس جنوبي تونس بسبب أزمة التلوث.
وجاءت تصريحات سعيد خلال لقائه برئيسة الحكومة سارة الزعفراني لمناقشة أوضاع المجمع الكيميائي في قابس، حيث انتقد ما سماه “استغلال معاناة الأهالي من قبل أطراف تسعى إلى بث الفتنة والتحريض”، متهما فئة من الشباب الذين يصفون أنفسهم بـ“جيل زد” بالوقوف وراء الاحتجاجات.
وقال الرئيس التونسي في حديثه إن “الشعب بوعيه وثباته سيبقى السور المنيع أمام كل من يحاول زعزعة الاستقرار”، مضيفا أن “من يدعون الانتماء إلى جيل زد لن يتمكنوا من اغتيال إرادة التونسيين”، واستعان سعيد ببيت شعري منسوب إلى الشاعر الأموي جرير قائلا: “زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا، أبشر بطول سلامة يا مربع”، قبل أن يضيف: “فابشري يا تونس بطول سلامة”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي في قابس، حيث شهدت المدينة إضرابا عاما احتجاجا على ما يعتبره السكان “تجاهلاً رسمياً” لأزمة التلوث المزمنة التي تهدد صحتهم وبيئتهم.
كما استحضر سعيد في حديثه اسم المناضل التاريخي محمد الدغباجي، معتبراً أنه “لو كان حياً لوقف إلى جانب أبناء قابس دفاعا عن الوطن”، في إشارة إلى رمزية النضال الوطني ضد “المتآمرين على الشعب”، وفق تعبيره.
واعتبرت القوى السياسية أن خطاب الرئيس “ينحرف عن جوهر المشكلة”، مطالبة بإيجاد حلول فعلية بدل الخطابات “المشحونة بالتخوين”.
وتعد هذه المرة الأولى التي يربط فيها سعيد بين الحراك الاجتماعي الحديث و”جيل زد”، وهو الجيل الذي يمثل شريحة الشباب المولودين بين منتصف التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، والمعروف بتأثره بالعالم الرقمي وانخراطه في حركات احتجاجية في المنطقة المغاربية، كان أبرزها “جيل زد 212” في المغرب أواخر عام 2024.
عبير موسي تعلن ترشحها للرئاسة التونسية من السجن
