05 ديسمبر 2025

أعلنت “قوات الدعم السريع” أنها أسقطت مقاتلات حربية تابعة للجيش السوداني، بما في ذلك طائرات من طراز “أنتونوف” و”ميج”، ولاحظ المراقبون غياب الطيران الحربي للجيش والاكتفاء بالطائرات المسيّرة، كما أكد ناشطون أن الغارات الجوية لم تستهدف مواقع أو تجمعات عسكرية رئيسية.

شهد السودان تصعيداً خطيراً في حرب الطائرات المسيّرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اتخذت المواجهات طابعاً أكثر عنفاً بعد توقف نسبي خلال الأشهر الماضية.

وجاء هذا التصعيد متزامناً مع أداء المجلس الرئاسي الذي شكله تحالف السودان التأسيسي المدعوم من قوات الدعم السريع اليمين الدستورية في نيالا، وإعلان تشكيل حكومة “السلام”.

في تطور مثير للقلق، أفاد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) في بيان الأحد عن قيام طائرة مسيّرة تابعة للجيش بقصف مستوصف “يشفين” التخصصي في مدينة نيالا، مما أسفر عن مقتل مدنيين بينهم أربع نساء وإصابة العشرات من عناصر قوات الدعم السريع.

ووصف البيان الهجوم بأنه “جريمة حرب”، داعياً أطراف النزاع إلى الكف عن استهداف المرافق المدنية.

وفي اليوم نفسه، نقلت صحيفة “دارفور 24” عن شهود عيان ومصادر طبية أن مسيّرات قصفت “مستشفى الشهيد بركة الله” شرق نيالا بعد أقل من ساعة من الهجوم الأول، مما أسفر عن إصابات تم نقلها إلى “المستشفى التركي”، بينما لا يزال مصير بعض الكوادر الطبية مجهولاً.

من جهته، أكد الجيش السوداني في بيان مقتل خمسة مدنيين من أسرة واحدة بينهم طفلتان وإصابة ستة آخرين في بلدة “أولاد الشريف” بولاية شمال كردفان، نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع.

ووصف البيان الهجوم بأنه استمرار لـ”سجل الانتهاكات ضد المدنيين وجرائم الحرب” التي ترتكبها هذه القوات.

في تصعيد آخر، قالت وزارة الخارجية السودانية إن قوات الدعم السريع شنت هجوماً ضد حقول منطقة “هجليج” النفطية، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين العاملين.

وحذرت من أن هذا الهجوم يشكل “تجاوزاً للحدود الوطنية وتهديداً للأمن الإقليمي” ومصالح جمهورية جنوب السودان النفطية، خاصة أن جنوب السودان يعتمد في تصدير نفطها على الأنابيب السودانية.

وفقاً لتقارير إعلامية، حصلت قوات الدعم السريع على أنظمة دفاع جوي صينية متطورة من طراز “FK-2000″، التي تجمع بين الصواريخ العمودية ومدفعين آليين من عيار 30 ملم، مما يشكل تطوراً نوعياً في قدراتها الدفاعية ويهدد الطيران الحربي التابع للجيش السوداني.

أبدى مراقبون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دهشتهم من عودة حرب المسيّرات دون أن تستهدف منشآت عسكرية أو قادة، واكتفائها باستهداف المدنيين والمنشآت الخدمية، متسائلين عن “طبيعة الرسائل التي يسعى طرفا الحرب لإيصالها”.

وفقاً للأمم المتحدة، فإن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بينما قدرت تقارير صحافية أمريكية عدد القتلى الفعليين بنحو 130 ألفاً، مما يجعل هذه الصراع أحد أخطر الأزمات الإنسانية في العالم حالياً.

يذكر أن هذه التطورات تأتي في وقت تواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى حل سياسي للأزمة السودانية، التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

السودان.. أكثر من 150 امرأة تعرضن للاغتصاب أثناء فرارهن من الفاشر

اقرأ المزيد