اقتحم مقاتلو جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” في مالي ثكنة عسكرية يوم الأحد، واستولوا على الأسلحة والذخيرة قبل مغادرتهم، وتعاني البلاد من تدهور أمني مستمر مع شح الوقود وارتفاع الأسعار، بينما نفذت القوات المالية عمليات ضد الجماعات المسلحة، مما أسفر عن مقتل مسلحين وتدمير مواقع.
في منعطف جديد من التحديات الأمنية بمالي، تمكنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الموالية لتنظيم القاعدة من اقتحام ثكنة عسكرية كاملة والاستيلاء على ما فيها من أسلحة وذخائر، في عملية جريئة عرضت مقاطع فيديو لاحقاً عناصرها وهم يغادرون بسيارة “مرسيدس 190” أمام أنظار السكان، دون أن تتعرض لأي مضايقة تذكر.
وفي الوقت ذاته، تشهد العاصمة باماكو ومدن كبرى أخرى أزمة وقود متصاعدة، حيث يعاني السكان من شح في المحروقات وارتفاع متزايد في الأسعار، فيما تواصل الجماعات المسلحة شن هجماتها على خطوط الإمداد، كما حدث لقافلة الوقود القادمة من غينيا والتي تعرضت لهجوم مسلح على الطريق السريع برفقة قوات عسكرية.
وفي تطور لافت، أفادت مصادر محلية بحدوث تبادل للأسرى بين الطرفين في مدينة غاو، حيث أعيد عدد من المحتجزين إلى باماكو على متن طائرة تابعة لشركة “سكاي مالي”، في خطوة تظهر تزايد نفوذ الجماعات المسلحة وقدرتها على فرض شروطها على الأرض.
لكن الجيش المالي لم يقف مكتوف الأيدي، حيث شن سلسلة من العمليات النوعية شملت ضربات جوية وبرية مكثفة أسفرت عن تدمير معسكرات تدريب ومخابئ للجماعات المسلحة في مناطق متفرقة، كما تمكّن من تفكيك أكثر من 12 مخبأً للمتشددين في منطقتي فايا وسوسان، فيما استهدفت عمليات أخرى مناطق نارا وكونديولي ماودي، أسفرت عن إبادة العشرات من المسلحين وتدمير منشآت لتصنيع المتفجرات ومخازن أسلحة.
يأتي هذا في سياق مشهد أمني متدهور تشهد فيه المناطق الريفية انعداماً متصاعداً للأمن على الطرقات الرئيسية، حيث تتصاعد الغارات المسلحة رغم الجهود العسكرية الجارية، مما يضع المدنيين في قلب دوامة العنف والأزمة الإنسانية المتصاعدة.
التعاون الروسي الإفريقي: خطط لإنشاء مكتب مشترك لتنسيق مشاريع الطاقة
