أثار حادث مقتل سبعة أطفال على يد والدهم في مدينة بنغازي، قبل أن يُقدم على الانتحار، حالة من الصدمة والقلق في الأوساط الليبية، وسط تحذيرات من تزايد معدلات العنف الأسري وانتشار السلاح الفردي في البلاد.
وتواصل الجهات الأمنية في بنغازي التحقيق لتحديد ملابسات الحادث، بينما رجحت مصادر أمنية أن الأب، ويدعى حسن الزوي، أقدم على قتل أبنائه قبل أن يقتل نفسه، في حين شكّكت منظمات حقوقية ومدونون في الرواية الرسمية، مشيرين إلى احتمال وجود شبهة جنائية.
وربط خبراء ومراقبون بين هذه الواقعة وأوضاع البلاد العامة، معتبرين أن الانقسام السياسي واستمرار انتشار السلاح ساهما في تفاقم مظاهر العنف داخل المجتمع.
وقال مستشار الأمن القومي الليبي السابق، إبراهيم بوشنافإن، تكرار جرائم العنف يرتبط بما شهدته ليبيا من اضطرابات أمنية واجتماعية منذ عام 2011، داعيا إلى توحيد مؤسسات الأمن وتشديد العقوبات على حمل السلاح غير المرخّص.
ومن جانبه، أشار عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب علي التكبالي إلى أن ضعف تطبيق القوانين وتكرار الإفلات من العقاب زادا من انتشار الجريمة، لافتا إلى أن بعض عناصر الأجهزة الأمنية تفتقر إلى الخبرة في التعامل مع حالات العنف الأسري.
وأكدت قبيلة الزوي أن الجاني كان يعاني حالة اكتئاب حادة بعد انفصاله عن زوجته، بينما أوضحت مصادر حقوقية أن العنف الأسري آخذ في التزايد، رغم إعلان وزارة الداخلية في حكومة البرلمان انخفاض معدلات الجريمة العامة بنسبة 44% خلال العامين الماضيين.
وقال الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، عبد المنعم الحر، إن الحادثة كشفت مجددا عن خطورة السلاح المنفلت، داعيا إلى إطلاق برنامج وطني للحد من فوضى السلاح وتعزيز المراقبة الأمنية في المدن الكبرى.
بدورها، اعتبرت عضوة ملتقى الحوار السياسي آمال بوقعيقيص أن الواقعة تسلّط الضوء على غياب التشريعات التي تحمي المرأة والطفل من العنف الأسري، مشيرة إلى ضعف مراكز الدعم النفسي والاجتماعي وغياب آليات الإبلاغ أو خطوط النجدة.
أما النائبة عائشة الطبلقي، فدعت إلى مراجعة القوانين وتشديد العقوبات المتعلقة بالعنف الأسري، معتبرة أن الجريمة الأخيرة ناقوس خطر يستدعي دراسة الأسباب الاجتماعية والنفسية وراء تحوّل الخلافات الأسرية إلى مآسٍ إنسانية.
مسؤول ليبي.. تقدم في المفاوضات مصرف ليبيا المركزي
