تعيش إسرائيل حالة من القلق الأمني المتصاعد على حدودها الجنوبية مع مصر، بعد إحباط محاولة جديدة لتهريب أسلحة بواسطة طائرة مسيّرة قادمة من سيناء، في وقت تتحدث فيه الأوساط العسكرية والإعلامية عن ظاهرة غير مسبوقة وصفت بـ”القطار الجوي” الذي يعبر يوميا الأجواء نحو إسرائيل.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، تمكنت وحدات من لواء “فاران” في الجيش الإسرائيلي من رصد طائرة بدون طيار تحمل سلاحين ناريين وكمية من الذخيرة قبل دخولها المجال الإسرائيلي، حيث جرى تعطيلها ومصادرة محتواها لإجراء تحقيق أمني موسّع.
وهذه الحادثة ليست سوى جزء من مشهد أوسع، إذ تشير تقارير إسرائيلية إلى أن الطائرات المسيّرة أصبحت الوسيلة المفضلة لدى شبكات التهريب التي تنشط بين سيناء وإسرائيل، ناقلة الأسلحة والمخدرات والسجائر المهربة بوتيرة تصاعدية.
وكشف الصحفي الإسرائيلي إلكهان غرونر في مقابلة تلفزيونية أن ما يجري على الحدود الجنوبية “يتجاوز فكرة التهريب الفردي”، موضحا أن الجيش ينجح في اعتراض طائرة واحدة فقط من بين عشرات أو حتى مئات الطائرات التي تحلق يوميا، مضيفا: “نحن أمام قطار جوي حقيقي لا يمكن تجاهله”.
وبحسب شهادات ميدانية، رصدت خلال إحدى الليالي أكثر من 25 طائرة مسيّرة فوق مناطق متفرقة في النقب، بينما تحمل كل واحدة منها حمولة مختلفة، تشمل في المتوسط 30 مسدسا أو 10 بنادق أو 4 صناديق ذخيرة، وهي كميات ضخمة تكفي لتغذية أسواق السلاح والجريمة المنظمة في الداخل الإسرائيلي.
ولم تقتصر التحذيرات على الإعلام؛ إذ وجه النائب عن حزب الليكود تسفي سوكوت رسالة عاجلة إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، دعا فيها إلى عقد جلسة طارئة لبحث الظاهرة التي وصفها بأنها “تهديد خطير على الأمن القومي”، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية ما زالت تفتقر إلى آلية منسقة وفعالة للتصدي لها.
وتفيد تقديرات أمنية بأن شبكات التهريب تنشط من خلال تعاون وثيق بين مجموعات مسلحة في سيناء وعصابات جريمة منظمة داخل إسرائيل، وأن الأسلحة المهربة تُستخدم في جرائم العنف المنتشرة بالمجتمع العربي، بينما تُهرّب المواد المخدّرة نحو الأسواق المحلية والإقليمية.
وعلى الرغم من استثمارات إسرائيلية كبيرة في أنظمة الرادار والتشويش الإلكتروني، فإن تقنيات المهربين تتطور بسرعة أكبر، مستفيدة من طائرات صغيرة يصعب رصدها وتتمتع بقدرة عالية على التحمل.
محمد صلاح بزيارة خاصة لمستشفى الأطفال بمناسبة الكريسماس (صور)
