05 ديسمبر 2025

عدة مدن بغرب ليبيا، شهدت فجر الخميس، احتجاجات ليلية اتخذت طابعاً تصعيدياً، تمثّلت في إغلاق الطرقات العامة بإطارات مطاطية مشتعلة وصناديق القمامة.

وذلك في تحركات احتجاجية جديدة تطالب برحيل حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وسط تصاعد حالة الغضب الشعبي وغياب واضح للأجهزة الأمنية.

وفي العاصمة طرابلس، أقدم متظاهرون على إغلاق عدد من الشوارع الحيوية، بينها الطرق المؤدية إلى مباني وزارة الخارجية، بالإضافة إلى مناطق استراتيجية مثل جزيرة الفرناج، السبعة، زناتة، وعين زارة، حيث رُفعت لافتات وشعارات تطالب بإسقاط حكومة الدبيبة ومحاسبة المسؤولين عن واقعة اقتحام مقر المؤسسة الوطنية للنفط.

وبالتوازي، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من مدن الزاوية وصرمان، وكذلك من ضواحي طرابلس مثل تاجوراء وجنزور، تُظهر المحتجين وهم يغلقون الطرق الرئيسية ويشعلون الإطارات، وسط هتافات غاضبة تندد بما وصفوه بـ”استمرار الفشل” و”التمسك بالسلطة على حساب معاناة المواطنين”.

ولم يصدر حتى صباح الخميس أي تعليق رسمي من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية أو الجهات الأمنية بشأن هذه الاحتجاجات، التي تعد امتداداً لحالة الاحتقان المتصاعدة في الشارع الليبي، لا سيما بعد المواجهات المسلحة التي شهدتها طرابلس مؤخراً، والتي أدت إلى مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، في عملية أعلنتها الحكومة لاحقاً بأنها “محاولة ناجحة لتفكيك ميليشيات خارجة عن القانون”.

وتأتي هذه الموجة من الاحتجاجات في وقت تتعثر فيه الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل، حيث تتعدد المسارات المتضاربة: ففي حين يسارع مجلس النواب إلى تشكيل حكومة جديدة، تسعى أطراف غربية لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي على الأرض، بينما تدفع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نحو إطلاق حوار سياسي جامع يؤسس لتوافق جديد بين مختلف الفرقاء.

ويشير مراقبون إلى أن استمرار الانقسام السياسي، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية، يغذي الشارع الغاضب ويهدد بانفجار أوسع قد يُعيد البلاد إلى دائرة الفوضى، ما لم تُتخذ خطوات جدية لمعالجة المطالب الشعبية وتحقيق انتقال سلمي للسلطة وفق توافق وطني.

مسؤول ليبي يتهم الولايات المتحدة بالسيطرة على البعثة الأممية في ليبيا

اقرأ المزيد