اندلعت اشتباكات عنيفة مجدداً في شمال وجنوب كيفو بالكونغو الديمقراطية بين تحالف نهر الكونغو وحركة 23 مارس، وأسفر القتال عن نزوح السكان واستيلاء المتمردين على قرى، وسط محاولات للسيطرة على مدينة بينغا، وانطلقت المحادثات لوقف إطلاق النار في قطر، بعد توقيع اتفاق مع رواندا.
تتصاعد حدة المواجهات مجدداً في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تشهد محافظات شمال وجنوب كيفو أعمال عنف متجددة بين القوات الحكومية وتحالف نهر الكونغو الذي يضم حركة 23 مارس والميليشيات المتحالفة معها.
وتأتي هذه التطورات رغم المحادثات الجارية في قطر لوقف إطلاق النار، مما يسلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.
في التفاصيل، اندلعت اشتباكات عنيفة في الثامن من أغسطس الجاري بمنطقة والوا يونغو في شمال كيفو، مما أجبر مئات المدنيين على الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان.
وفي تطور مقلق، حاولت حركة 23 مارس التقدم نحو مدينة بينغا الاستراتيجية، مما يهدد بفتح جبهة قتال جديدة في هذه المنطقة المضطربة.
وفي جنوب كيفو، سيطر مسلحون على عدة قرى في منطقة مولامبا، بينما شهدت مناطق كامانيولا وتشيروكو انسحاباً للقوات الحكومية والميليشيات الموالية لها.
وقد علق ديدييه كابي، المتحدث باسم حكومة المقاطعة، على هذه التطورات بالقول إن القوات الحكومية اختارت الانسحاب مؤقتاً لتجنب إراقة الدماء، خاصة في ظل تفوق المتمردين في العتاد العسكري والتزام الجيش بوقف إطلاق النار.
لكن هذا الانسحاب أدى إلى سقوط مناطق جديدة تحت سيطرة المسلحين، مما يزيد من تعقيد الخريطة العسكرية في المنطقة.
وتشير تقارير ميدانية إلى امتداد دائرة العنف إلى مناطق كيبوبو وميكينجي في مقاطعة فيزي، حيث اندلعت اشتباكات جديدة تزيد من معاناة المدنيين العالقين في نيران هذا الصراع المزمن.
وتأتي هذه التصعيدات العسكرية في وقت تجري فيه محادثات سلام بين الحكومة الكونغولية وحركة 23 مارس في العاصمة القطرية الدوحة، وهي محادثات بدأت في العاشر من يوليو الماضي بعد توقيع اتفاق بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في واشنطن نهاية يونيو.
يذكر أن حركة 23 مارس كانت قد سيطرت على مدينة غوما، حاضرة شمال كيفو، في نهاية يناير الماضي، قبل أن تنسحب جزئياً منها.
كما احتلت مدينة بوكافو في جنوب كيفو في منتصف فبراير، ثم استعادتها القوات الحكومية بعد يوم واحد فقط. وقد اتهمت كينشاسا في ذلك الوقت “الجيش الرواندي وحلفاءه” بالتسلل إلى بوكافو، في إشارة إلى اتهامات متكررة للحكومة الكونغولية لرواندا بدعم المتمردين.
هذا التصعيد العسكري الجديد يطرح تساؤلات كبيرة حول جدوى مفاوضات السلام الجارية، خاصة مع استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار من كلا الجانبين.
كما يزيد من المخاوف الإنسانية في منطقة تعاني أصلاً من نزوح مئات الآلاف من المدنيين وانتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية. وتواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحذيراتها من تداعيات استمرار هذا الصراع الذي أصبح أحد أكثر الأزمات تعقيداً في القارة الأفريقية.
بعثة الأمم المتحدة ترحب بتعيين مجلس إدارة جديد لمصرف ليبيا المركزي
