في خضم تصاعد العنف شمال دارفور، أسفرت الهجمات في الفاشر عن مقتل 320 شخصاً وتدمير 64 قرية، حيث تزايدت الاتهامات المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط تنديد دولي واسع ودعوات لتدخل عاجل.
تشهد مناطق شمال دارفور، وخاصة مدينة الفاشر ومعسكر زمزم، تصاعداً خطيراً في أعمال العنف التي خلفت مئات الضحايا المدنيين، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتنديد دولي بما وصف بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
وأفاد وزير الصحة والرعاية الاجتماعية بإقليم دارفور، بابكر حمدين، بأن الهجمات الأخيرة أسفرت عن مقتل أكثر من 320 شخصاً، مع تدمير 64 قرية بالكامل في محيط الفاشر.
وأشار إلى أن القصف المكثف أدى إلى خروج معظم المستشفيات في المدينة عن الخدمة، مما فاقم من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من نقص حاد في الغذاء والدواء.
واتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب “جرائم منظمة” تهدف إلى طرد السكان من أراضيهم، مشيرة إلى حدوث “هجرة قسرية” واسعة النطاق من معسكر زمزم إلى معسكر الفاشر.
من جانبها، نفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، مؤكدة التزامها بالقانون الدولي الإنساني، واتهمت الجيش السوداني بتلفيق الفيديوهات وتشويه سمعتها.
وكشفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بالسودان عن تدمير منازل وأسواق ومرافق صحية خلال موجة هجمات استمرت ثلاثة أيام. وأشارت إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من النساء والأطفال، معربة عن قلقها إزاء ما وصفته بـ”جرائم حرب مكتملة الأركان”.
كما أفادت منظمة “ريليف” الدولية بمقتل 9 من كوادرها الطبيين في هجوم استهدف مركزها الطبي في زمزم.
ودعا حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، شباب الإقليم إلى “فك الحصار” عن الفاشر وأم كدادة، محذراً من “إبادة منسية” يتعرض لها السكان.
وطالب المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية بسبب ما وصفه بانتهاكات متكررة تستهدف البنية التحتية والمرافق الحيوية.
وأدانت السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة الهجمات الأخيرة، مؤكدة على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى فتح ممرات إنسانية آمنة، فيما وصفت منظمة اليونيسف الأحداث بأنها “أعمال وحشية” بعد مقتل 23 طفلاً على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية.
يعود الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى أبريل 2023، بسبب خلافات حول عملية الدمج في القوات النظامية خلال المرحلة الانتقالية.
وتشكل الفاشر حالياً آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في دارفور، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء الإقليم.
وحذرت المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث يعاني عشرات الآلاف من النازحين من نقص حاد في الغذاء والمأوى والرعاية الطبية.
ويواجه المجتمع الدولي ضغوطاً متزايدة للتدخل العاجل لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.