أظهرت حادثة اختطاف مبشّر أمريكي في النيجر تصاعد المخاطر الأمنية في الساحل الإفريقي، حيث ازدادت الهجمات من جماعات مسلحة مثل “نصرة الإسلام والمسلمين”، بينما تزرع هذه الجماعات ألغاماً وكمائن، مما يزيد التوتر.
أثارت حادثة اختطاف المبشر الأمريكي الأخيرة في النيجر تحذيرات أمنية عاجلة حول التصاعد الخطير للعنف في منطقة الساحل الإفريقي، حيث تزداد هجمات الجماعات المسلحة وتتنوع تكتيكاتها بين الخطف وزرع الألغام وفرض الحصار على المدن.
تشهد المنطقة موجة مقلقة من عمليات اختطاف الأجانب، حيث سبق أن اختُطفت امرأة نمساوية في يناير الماضي، ومواطن سويفري في أبريل الماضي، ليصل عدد المختطفين الأجانب هذا العام إلى عشرة أشخاص على الأقل.
هذه العمليات دفعت دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة إلى إصدار تحذيرات لرعاياها إما بتوخي الحذر الشديد أو مغادرة المنطقة.
وتتوسع تكتيكات الجماعات المسلحة بشكل متزايد، فبالإضافة إلى عمليات الخطف، تلجأ هذه الجماعات إلى زرع ألغام يدوية الصنع في الطرق الوطنية ووضع كمائن متطورة تستهدف الجيوش والمدنيين على حد سواء، كما تستخدم الطائرات المسيرة في هجماتها.
وفي تطور خطير، تمكنت جماعات مثل “نصرة الإسلام والمسلمين” من فرض حصار على عدة مدن في مالي وبوركينا فاسو.
يحذر الخبير العسكري عمرو ديالو من أن “الوضع الأمني في الطرق الوطنية بالساحل صعب للغاية، والجماعات المسلحة تملك قدرة متطورة على المناورة وزرع الألغام، مما يتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين”.
ويشير إلى أن “تدفق الأسلحة بشكل غير مشروع وكبير إلى المنطقة جعل منها مختبراً للألغام والطائرات المسيرة”.
من جانبه، يعتبر المحلل السياسي محمد إدريس أن “ما تقوم به جماعة نصرة الإسلام والمسلمين محاولة لخنق اقتصادات بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وقد حوّلت الطرقات إلى جحيم حقيقي”.
ويؤكد أن “هذا الوضع يشجع الجماعات المسلحة حيث يوفر لها عائدات مالية ضخمة من خلال الفدية وغير ذلك”.
تواجه دول الساحل الإفريقي تحديات أمنية غير مسبوقة تتمثل في تدفق الأسلحة غير المشروعة بشكل كبير، والحدود المفتوحة والمخترقة، وعجز الحكومات العسكرية عن فرض السيطرة الكاملة، مما حول المنطقة إلى ساحة مفتوحة لتكتيكات الحرب غير التقليدية.
أدت هذه الأوضاع الأمنية المتدهورة إلى شل حركة النقل والتجارة بين المدن، وتزايد الضحايا المدنيين من انفجارات الألغام، وتعزيز النفوذ المالي للجماعات المسلحة عبر الفديات، وخنق الاقتصادات المحلية والإقليمية، مما يهدد الاستقرار في منطقة تعد من أكثر مناطق العالم هشاشة.
الحكومة التشادية تنفي استهداف المدنيين خلال عمليات مكافحة “بوكو حرام”
